عرّابُ اتفاقِ التسويةِ الذي عادَ من القاهرةِ بضمانةِ مخابراتِ الأسدِ ليقدّمَ عرضاً جديداً لأهالي ريفِ حمصَ الشمالي

افادت مصادر محلية بأنّ وفداً رسمياً تابعاً لنظام الأسد زار قبل أيام عدداً من مدن ريف حمص الشمالي، مشيرة إلى أنّ الوفد ترأّسه الدكتور محمد المسدي التابع للقصر الجمهوري بنظام الأسد.

وأوعز الوفد لعددٍ من الشخصيات المحسوبة على نظام الأسد، وعلى رأسهم المدعو رامي الرحال للبدء بتشكيل مجموعات مسلحة تتبع لميليشيا الدفاع الوطني في مدينة تلبيسة، وكذلك المدعو لؤي العزو لفعل ذات الشيء في منطقة الدار الكبيرة التي تتميّز بطابعها العشائري.

وفي سياق متّصل، أجرى المعارض عبد السلام النجيب عضو منصة القاهرة، وعضو الأمانة العامة في تيار الغد الذي يرأسه المعارض “أحمد الجربا”، في حادثة هي الأولى من نوعها زيارة رسمية لريف حمص الشمالي نهاية الأسبوع الفائت، برفقةِ عددٍ من ضباط مخابرات نظام الأسد.

حيث جمع اللقاء وجهاء مدينة تلبيسة من جهة، والوفد الذي ترأّسه النجيب من جهة أخرى، أخذ طابعاّ رسمياً بعدما تمّ عقده في مجلس بلدية المدينة بحضور رئيسها أحمد رحال، والقائد العسكري سابقاً ضمن جيش التوحيد سليمان الهواد، بالإضافة لعددٍ من القيادات العسكرية السابقة في صفوف المعارضة، والتي رفضت قرارَ التهجير نحو شمال سوريا.

مصادر خاصة أوضحت عن وجود عرض ذي شقّين حملَه عبد السلام النجيب للمنطقة، والمتمثّل بـ
دعم تشكيل كيان عسكري يتكوّن من نحو 150 مقاتلاً يكونون على أهبة الاستعداد لأيِّ خطرٍ يهدّد أمنَ منطقة ريف حمص الشمالي، وحماة الجنوبي على حدّ سواء.

وإقامة مجموعة من مشاريع عملية إعادة الإعمار للمدن والقرى التي تضرّرت بنيتها التحتية بفعل الحرب التي مضى على اندلاعها ما يقارب التسعة أعوام.

من جهتهم تناوبت ردود الأفعال، والمطالب التي تقدّم بها وجهاءُ مدينة تلبيسة للوفد الأمني المرافق للنجيب، حيث أكّد المجتمعون على ضرورة تحمّل رؤساء الأفرع لمسؤولياتهم تجاه المدنيين الذين تمّ اعتقالهم عقْبَ إجراء تسويات مع نظام الأسد، والعمل على إطلاق سراحهم.

وطالب مجموعة من الأهالي بضرورة العمل على كفِّ يدِ المفارز الأمنية عن رقاب الناس، لا سيما أنّ معظم عناصر المفارز المتواجدين في المنطقة كانوا ينظرون خارج مبنى البلدية بعدما تمّ منعُهم من حضور الاجتماع.

المصدر ذاته الذي فضّلَ عدم الكشف عن اسمه لضرورات أمنية أشار إلى أنّ هذه الزيارة تأتي بعد أيام قليلة على زيارة مشابهة أجراها وفدٌ روسي من مطار حميميم يرأسه العقيد أليكسي إلى مدينة تلبيسة، والذي طرح بدوره إقامة ذات الجسم العسكري في المنطقة، الأمر الذي وضّح مدى الارتباط الوثيق بين عبد السلام النجيب من جهة، ومطار حميميم من جهة أخرى.

وتجدر الإشارة إلى أنّ عضو المعارضة عبد السلام النجيب المقيم في مدينة الرياض السعودية، قدم إلى سوريا عبْرَ مطار دمشق الدولي بعد حصوله على تعهدات روسية بعدم مضايقته من قِبل سلطات الأسد، وسيمضي زيارته للبلاد لغاية يوم الأحد القادم قبلَ مغادرتها، ومن المتوقّع أنْ يجريَ لقاء مصغّراً مع القادة العسكريين السابقين في صفوف المعارضة داخل فندق السفير الكائن داخل محافظة حمص.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى