عشراتُ المقابرِ الجماعيةِ وآلافُ الجثثِ في الرقةِ .. ومطالبٌ بتدخلٍ دوليٍ للتعرّفِ على الضحايا

قالت الفرق المحلية المعنية بالكشف عن المقابر الجماعية في محافظة الرقة، إنّها بحاجة إلى دعم دولي ومساعدة فنية لتحديد هوية الضحايا الذين قتلوا على يد تنظيم “داعش”، والحفاظ على هذه الجثث كدليل على “جرائم” التنظيم، وذلك بعدَ اكتشاف رفاتهم في مقابرَ جماعية مؤخّراً.

وطالبت أسر الضحايا، بإعطائهم الأولوية للتعرّف على رفات ذوييهم المدفونين في مقابر جماعية، تمهيداً لإعادة دفنهم من جديد، وفقاً لتقرير نشرته الإذاعة الرسمية للولايات المتحدة الأميركية “فويس أوف أميركا”.

وكان فريق “الاستجابة الأولية” في شمال شرق سوريا، أعلن عن اكتشاف مقابر جماعية جديدة لأشخاص لقوا حتفهم من قِبل تنظيم “داعش”، أبّان سيطرة التنظيم على أجزاء واسعة من المدن السورية عام 2014.

وانتشل الفريق, وهو فرقة دفاع مدني من المتطوّعين، 16 جثة من مقبرة جماعية جديدة اكتشِفت في الضواحي الغربية لمدينة الرقة، ما رفع عددَ المواقعِ المكتشفةِ هذا العام إلى 5 مقابر.

وقالت “إنصاف ناصر”, التي فقدت زوجها فؤاد أحمد المحمد في عام 2014، إنّ التحالف الدولي و”قسد” مطالبون بدعم فريق “الاستجابة الأولية” حتى يتمكّنوا من التحقّق من هويات الجثث التي عثِر عليها في المقابر الجماعية وتحت أنقاض المباني التي دُمّرت في المعارك التي كانت تدور في المدينة.

وبحسب تقرير الإذاعة الأمريكية, كان “فؤاد المحمد” صحافياً محلياً يلتقط الصور لمدنيين مصابين في مستشفى عائشة في مدينة دير الزور، قبلَ أنّ يتمّ اختطافه من قِبل “داعش”، ومنذ ذلك الوقت كانت إنصاف تبحث عن زوجها.

وأشارت “إنصاف” في حديثها للإذاعة, إلى أنّ “داعش” اتّهمت زوجها بالخيانة, لأنه دعا إلى دولة علمانية وديمقراطية بدلاً من دولة الخلافة التي أعلنها داعش في ذلك الوقت.

اتّهم المحمد بخرق قوانين “داعش” الإسلامية الصارمة، بالزواج من إنصاف، وهي من أتباع الطائفة الدرزية في سوريا، إضافة إلى تسمية ابنه على اسم المناضل الماركسي “تشي جيفارا”.

وأضافت: “طرقتُ كلَّ باب، واتبعت كلَّ الخيوط لمعرفة مصير زوجي من خلال القنوات الرسمية أو حتى الاتصالات الشخصية، لكنّي لا أملك أيَّ دليل على ما حدث له حتى الآن”.

قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في وقت سابق هذا العام، إنّ “داعش” خطف آلاف المدنيين لإسكات الأصوات المعارضة، في الوقت الذي كان يستعدُّ فيه للسيطرة على مناطق مختلفة في سوريا عام 2013.

وسجلت الشبكة السورية لحقوق الإنسان 8648 حالة اختطاف بينهم 319 طفلاً و225 امرأة، حيث يشتبه أنّ هؤلاء قتلوا ودفنوا في مقابر جماعية على يد تنظيم “داعش”.

وأكّد مجلس الرقة المدني أنّه عُثِر على 28 مقبرة جماعية منذ هزيمة داعش عام 2019، وتحتوي هذه المقابر على حوالي 6300 جثة.

ويسجل فريق البحث المعلومات الأساسية لأيُّ جثةٍ يعثر عليها، إذ يتمّ تخصيص رقم هوية لكلِّ جثة مستردّة وحفظها في مكان آخر.

وقال أسامة الخلف المتحدّث باسم مجلس الرقة المدني، إنّه في حالة التعرّف على الجثة تسلّم لأسرتها لدفنها “بشكلٍ لائقٍ”، مضيفاً, “بالنسبة لمن لم يتمّ الكشفُ عن هوياتهم، خصّصت السلطات المحلية مقبرتين خارج الرقة لدفنهم”.

وتابع: “العمل على استخراج هذه الرفات والتعرّف عليها يتمّ بواسطة أدوات بدائية مثل المجارف، نفتقر إلى المعدّات اللازمة لتحليل الحمض النووي للجثث”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى