على هامشِ اجتماعاتِ اللجنةِ الدستوريةِ .. نقاشُ مرحلةِ ما بعدَ الأسدِ

قالت مصادر في المعارضة السورية إنّ فريق الاحتلال الروسي الذي حضر اجتماعات اللجنة الدستورية حثّ المعارضة على عدم منحِ وفدِ نظام الأسد أيَّ فرصة لتخريب الجولة, وإنجازٍ كامل لجدول الأعمال المتفق عليه، بما في ذلك “هوية الدولة”.

وبحسب ما نقلت صحيفة “المدن اللبنانية عن المصدر، فقد ردّ الدبلوماسيون الروس على تذمر المعارضة من طرح وفد نظام الأسد قضية “الهوية” بالطريقة التي تناسبه بالقول, “نحن نعرف نوايا وفدِ النظام وأنتم تعلمون أنّه لم يكن ليحضرَ إلى هنا لولا ضغطنا الحاسم، ونأمل منكم أنْ لا تمنحوه أيَّ ذريعة لتخريب الجولة التي يجب أنْ تنتهيَ على شيء.. ما الذي يجعلكم مترددين في طرح رؤيتكم حول هوية دولة لم تعدْ لها هوية؟”.

وأشار المصدر إلى أنّه ليس فقط ما صدر عن وفد الاحتلال الروسي هو ما أثار اهتمام المعارضة، بل والأجواء الإيجابية التي رافقت اللقاء بشكل عام، التقطها وفدُ المعارضة كإشارات لها دلالاتٌ مهمةٌ، خاصة وأنّها أتت عقبَ اللقاء مع جيفري، الذي لم تكن تصريحاته خلال وبعد هذا اللقاء أقلَّ أهمية ودلالة من تصريحات الروس.

حديث جيفري عن “تطوّرات مثيرة” ستشهدها القضية السورية، وغيرها من التصريحات اللافتة على هذا الصعيد، في مؤتمره الصحافي الذي عقده في جنيف، بالتزامن مع انطلاق جلسات اللجنة الدستورية، لا تشكل الكثير، على أهميتها الاستثنائية، مقارنةً بما أفضى به إلى وفد المعارضة الذي التقاه في جنيف.

وأكّد المصدر أنّ المبعوث الأميركي طالب ممثلي المعارضة في اللجنة بالمشاركة القوية بأعمالها، وأنّه حرفياً قال لهم: “لا تفكّروا ببشار الأسد، فهو راحل.. بل فكّروا بما بعدَه وأنجزوا دستوراً متطوراً يصلح لدولة ديموقراطية حديثة في سوريا”.

تصريحات لم يتمُّ الكشفُ عنها رسمياً، لكنها إذا ما وضعت في سياق التصريحات الأخيرة التي صدرت عن الدبلوماسيين الأميركيين والروس المعنيين بالملف السوري، فإنّها تبدو منطقية وواقعية جداً، وأهم هذه التصريحات مطالبة مبعوث وزارة الخارجية الأميركية إلى سوريا جويل رايبورن الائتلاف الوطني بالتركيز في المعركة على نظام الأسد، وتأكيده أنّ الولايات المتحدة لن تسمح بإعادة انتاج دولة الأسد أو التواصل معه.

تصريحات جيفري ذاته في أنقرة الخميس لافتة أيضاً، عندما أكّد أنّ بقاء الأسد في السلطة حتى الآن كان بسبب الدعم الروسي”، متوقعاً أن تقوم موسكو بتسليم الأسد “لكن على طاولة المفاوضات”.

تصريحات المسؤولين الروس أيضاً على قدر كبير من الأهمية، خصوصاً إعلان مبعوث لافرنتييف، في جنيف أيضاً، استعداد بلاده للحوار مع الولايات المتحدة من أجل التوصّل إلى توافق بشأن سوريا، ومناقشة مختلف الموضوعات واتخاذ القرارات والتوافق حولها، وهي لهجة غيرُ مسبوقة من جانب روسيا، التي طالما تعاملت مع قضية مستقبل الحكم في سوريا بأنّها غير قابلة للنقاش أو “التدخل الخارجي” باستثناء تدخّلها طبعاً، الذي تراه الشرعي الوحيد بين كلِّ التدخلات الأخرى.

“تطورات مثيرة في القضية السورية” بالفعل كما وصفها جيفري، لكنها مع ذلك لا تعني أنّ نظام الأسد قد باتت “أيامه معدودة” كما ردّد الكثيرون من المسؤولين العرب والغربيين في أعوام الثورة الثلاثة الأولى، بينما كان الروس يسخرون من كلِّ هذه التصريحات ويعملون على تثبيت حكم هذا النظام أكثر، لكن اللافت اليوم أنّ موسكو نفسها تبدي استعداداً غيرَ مسبوق لنقاش مصير هذا النظام وإن كان بشكل غيرِ مباشر، فهل اتفقت موسكو وواشنطن على شيء بشأن سوريا أخيراً؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى