فرنسا والولاياتُ المتحدةُ الأمريكيةُ تسعيانِ لإشعالِ فتيلِ صراعٍ عربيٍّ كرديٍّ

حذّر خبراءُ وسياسيون من صراع كردي-عربي، قد يشتعل، على خلفية مساعي الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا لإنشاء هيكل كردي جديد في الشمال السوري، يهدف لتقسيم سوريا، وجعلِها دولة فيدرالية.

وذكر الخبير الأمني التركي إسماعيل حقّي بكين، ذلك في تقرير للكاتب تونجا بنغين، في صحيفة “ملييت” التركية.

ولفت التقرير إلى أنّ الولايات المتحدة أقرّتْ بشكل واضح دعمها لميليشيا “قسد” التي منيت بهزائم في عمليتي “غصن الزيتون” و”نبع السلام” التركيتين، ولا تعطي الحق للقبائل العربية بالعيش في الشمال السوري.

وأضافت أنّ المنظمة الكردية المسلحة، مارست التطهير العرقي في الشمال السوري ضدّ القبائل العربية، التي أرغمتها بالضغط والتهديد على مغادرة منازلها، وأجبرت أبناءها على الانضمام إليها بالإكراه، ومن يرفض ذلك يتمُّ قتلُه.

بدوره قال الخبير الأمني، إنّ قيادة القوات المركزية الأمريكية، تحاول إنشاء هيكل كردي جديد، وتريد إبقاءَ القبائل العربية في الخلفية.

وأضاف، أنّه إذا استمرَّ هذا الواقع على هذا المنوال، فإنّ صراعاً كردياً عربياً، قد ينشأ في المنطقة، خاصة أنّ القبائل العربية غيرُ مرتاحة للخطوات الأمريكية، وتريد البقاءَ ضمن هيكلها الخاص.

ولفت إلى أنّ روسيا وإيران ونظام الأسد على اتصال مباشر مع القبائل العربية في الشمال السوري، ويعملون على تحريضها ضدّ القيادة المركزية الأمريكية.

وفي سياق آخر، أكّد الخبير الأمني، أنّ الوحدات الكردية المسلّحة، لحقتْ بها خسائرُ كبيرة جداً، ولم تستطعْ النهوضَ بسبب العمليات التركية في “غصن الزيتون”، و”نبع السلام” وعمليات “المخلب”، وهجمات الطائرات المسيّرة شمال العراق.

وأضاف أنّ التقارير الأمريكية، تؤكّد ضعفَ الهيكل الجديد الذي تسعى القيادة المركزية لتشكيله في جنوب الحسكة أو في محيطها.

ولفت إلى أنّ ذلك يُعدُّ تطوراً مهمّاً بالنسبة لتركيا، التي تعمل على إضعاف “العمال الكردستاني”، من خلال قطعِ الإمدادات، ومنعِه من  التسلّل إلى تركيا.

ورأى الخبير الأمني، أنّ الولايات المتحدة تخشى من اندلاع اشتباكات بين العرب والأكراد، أو تقارب العشائر العربية من روسيا ونظام الأسد وإيران أو تركيا.

ولفت إلى أنّ الأكراد منقسمون أيضاً، وكما أنّ هناك الوحدات الكردية المسلّحة، فيوجد أيضاً المجلس الكردي الذي يدعمه بارزاني.

وحول تزايد الهجمات الكردية على المدنيين في الشمال السوري، أكّد الخبير الأمني، أنّ “قسد” تسعى لإثبات قوّتها في المنطقة، بالقيام بتلك الهجمات.

وأشار إلى أنّ الوحدات الكردية المسلّحة، ستحاول القيام بالمزيد من العمليات، وتحاول التسرّب نحو عفرين ورأس العين، ولكنّ القوات التركية تقوم بتدخّلٍ سريع وتمنعها بين الحين والآخر.

بدوره قال الكاتب التركي، كورتولوش تايز، إنّ المخطّط الأمريكي الفرنسي، يسعى لتغيير هيكل سوريا، لتصبحَ دولة فيدرالية.

وأضاف في تقرير على صحيفة “أكشام”، وترجمه موقع “عربي21″، أنّ الغرض من التشكيل الجديد، أنْ يكونَ لشمال سوريا “حقوق دستورية منفصلة عن بقية البلاد”، وتشكيل “حكومة إقليمية تمثّل الأكراد” بدعم دولي.

وأوضح أنّ الهدف الأساسي للولايات المتحدة وفرنسا، هو ضمان مشاركة “وفد كردي” موحّد في المحادثات الدولية لإعادة تشكيل سوريا.

وأشار إلى أنّ ذلك يأتي، في الوقت الذي لم تتمكّن فيه الولايات المتحدة، من تحويل الوحدات الكردية المسلّحة إلى ممثل شرعي في الشمال السوري.

وأوضح، أنّه على الرغم من تحويل اسم المنظمة الكردية إلى “قوات سوريا الديمقراطية”، إلا أنّ الحقيقة المتمثلة باعتبارها امتداداً لـ”العمال الكردستاني” لم تتغيّرْ مع مرور الوقت، لذلك فقد لجأت الآن إلى المجلس الوطني الكردي “ENKS”، المقرّب من بارزاني، على الرغم من محاولتها القضاء عليه سابقاً.

وأضاف أنّ الولايات المتحدة وفرنسا أعطتا الضوء الأخضر للوحدات الكردية المسلّحة لارتكاب مجازرها في الشمال السوري في بداية الحرب الأهلية، لجعلها “قوة مهيمنة”، ولكن هذا لم يعدْ كافياً الآن، من أجل إعادة تشكيل سوريا اليوم.

وأوضح أنّ الولايات المتحدة وفرنسا، تحاولان الآن زيادة شرعية “المنظمة الإرهابية”، وضمان تمثيلها في المجتمع الدولي، من خلال إعادة إدماج المنظمات والأحزاب الكردية معها.

وأكّدت أنّه بسبب موقف تركيا الحاسم من المسألة وعلاقتها مع بارزاني، فإنّ من الصعب على الولايات المتحدة وفرنسا تحقيق التأثير الذي يريدونه في المنطقة، وستجدان صعوبةً كبيرة في تقسيم سوريا إلى “اتحادات”، أو إنشاء “دولة إقليمية” للوحدات الكردية المسلّحة في الشمال السوري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى