فورين بوليسي: نظامُ الأسدِ بدأ عنفاً لن ينتهيَ وسيشتعلُ لعقودٍ

ذكرت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية في مقالٍ لها, إنَّ العنف الذي بدأه رأس نظام الأسد لم ينتهِ بعدُ، ولن ينتهيَ خلال عقود قادمة، وأنَّه أصبح من المستحيل عدَّ ضحايا هذا العنف.

وجاء في المقال -الذي كتبه الصحفي اللبناني البريطاني أوز قطرجي بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لأوّل مظاهرات مناهضة لنظام الأسد في آذار 2011, أنَّ العنف الذي بدأه نظامُ الأسد شكَّل أكبرَ كارثة بشرية من صنع الإنسان منذ الحرب العالمية الثانية.

وأضاف أنَّ عنفَ نظام الأسد بلغ حدّاً لا يمكن فهمه، لدرجة أنَّ الأمم المتحدة تخلَّت رسمياً عن محاولة إحصاء عدد القتلى في كانون الثاني 2014، بعد آخر محاولاتها في تقدير العددِ الذي صدر من المبعوث الخاص آنذاك لسوريا “ستافان دي ميستورا”، حيث قُدر 400 ألفِ قتيلٍ.

وأشار “قطرجي” إلى أنَّه من المستحيل معرفة التكلفة البشرية الفعليّة، والتي تشمل من ماتوا لاحقاً متأثّرين بجراحهم أو ماتوا من أمراض لا يمكن الوقاية منها، أو ماتوا جوعاً نتيجة الحصار الهمجي، أو مئات آلاف السوريين الذين اختفوا أو أعدموا أو تعرّضوا للتعذيب حتى الموت في معسكرات الموت التابعة لنظام الأسد.

وأضاف أنَّ دائرة المعاناة تتجاوز الموتى، فهناك ضحايا الاغتصاب، وضحايا التعذيب، والأطفال المصابون بصدمات نفسيّة، والأرامل والنازحون، “إنَّها قائمة بلا نهاية”.

وقال إنّ العالم لم يعدْ مهتمّاً بالعدّ، لكن أقلّ ما يمكن فعلُه من قبل من هم خارج الصراع هو التحدّث عن بدءِ العنف بدقّة وتسمية مرتكبيه.

واستمر “قطرجي” يقول إنَّ الوعد الوحيد الذي التزم به نظام الأسد هو تطبيق شعار ميليشياته لإثارة الخوف في قلوب الشعب السوري “الأسد أو لا أحد، الأسد أو نحرق البلد “.

وانتهت سوريا حالياً إلى أنقاض محترقة يجلس على قمتها رأس النظام “بشار الأسد”، ويحكم أجزاء منها ميليشيات مدعومة من الاحتلالين الروسي والإيراني.

وبعيداً عن “الأسد أو لا أحد”، فإنَّ لدى الشعب السوري الآن زعيم ميليشيا “حزب الله” حسن نصر الله وآية الله علي خامنئي والروسي فلاديمير بوتين، وهم “أمراء الحرب المتشابكون الذين يعتمدون على العنف اليومي للحفاظ على نفوذهم”.

وأكّد الكاتب أنَّ حلفاء نظام الأسد في إيران وروسيا لن يُموّلوا إعادة الإعمار، وبدلاً من ذلك يتطلّعون إلى الاتحاد الأوروبي وآخرين لدفع فاتورة تدمير البنية التحتية للبلاد، مشيراً إلى أنَّ الغرب لن يفتحَ خزائنه، ولن يسقطَ العقوبات دون إحراز تقدّمٍ نحو الانتقال السياسي الذي أحرق نظامُ الأسد البلاد لتجنّبه.

وقال إنَّ رأس نظام الأسد غيرَ مهتمٍّ بإعادة الإعمار، بل هو مهتمٌّ بإعادة بناء حالته الأمنية والاستمرار في استخدام المساعدات سلاحاً للحرب، “وهو الأمر الذي مكّنت له الأمم المتحدة بشكل مخزٍ من مكتبها في دمشق منذ اليوم الأول”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى