في اختتامِ اجتماعاتِ “أستانا” ..المعارضةُ السوريةُ تطالبُ بخطّةِ عملٍ واضحةٍ للجنةِ الدستوريةِ

طالبت المعارضة السورية المشاركةُ باجتماعات “أستانة 15” في سوتشي الروسية، الأربعاء، بخطة عملٍ واضحة لاجتماعات اللجنة الدستورية في جنيف، والانتقالِ للصياغة بدلاً من البقاء في مرحلة الإعداد التي بقي نظامُ الأسد عندها طويلاً.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده رئيس الوفد “أحمد طعمة”، والمتحدّثُ باسم الوفد أيمن العاسمي، أمس الأربعاء, أوضح طعمة خلاله, “أكّدنا خلال الاجتماعات أنَّه لا بدَّ من منهجية عملٍ وخطةِ عملٍ واضحة وجدول زمني للبدء بصياغات دستورية وتجاوز المرحلة التي بقي النظام بها وهي مرحلة الإعداد التي طالت وطالت، ونرى أنَّ هدفه المماطلةُ دون الوصول لأيِّ نتيجةٍ”.

وأضاف, “المواضيع الأخرى التي تناولناها هي وقفُ إطلاق النار، وتثبيتُ الاتفاق الحالي (اتفاق التهدئة بمنطقة إدلب)”, متابعاً, “لا حلَّ في سوريا سوى الحلِّ السياسي، وفي إدلب لدينا فرصة لوقفِ إطلاق النار، ونعتقد بضرورة تعزيز وتثبيت اتفاق العام الماضي”.

واستطرد طعمة, “نريد الدستور كحلٍّ سياسي في سوريا، وكمنطلق لمناقشة الملفّات الأربعة (الحكم الانتقالي، الدستور، الانتخابات، مكافحة الإرهاب)، وصولاً لتطبيق كامل القرار الأممي “2254”، وفْقَ المفهومات الدقيقة التي تعبّرُ عن هذا القرار، وليس من خلال تمييع المسألة”.

كما دعا طعمة، في المؤتمر الصحفي “المجتمع الدولي أيضاً لتقديم الدعم للجهود الدولية لإيجاد حلٍّ، وتثبيتِ خطوط وقفِ القتال وإجبارِ نظام الأسد على الدخول في العملية السياسية؛ ما يفتح المجال للعمل مع الفرقاء الدوليين، ويؤسس للثقة والدخول في تفاصيلِ الأزمة السورية من أجل حلِّ كثيرٍ من القضايا”.

وفيما يتعلّقُ باللقاءات التي أجريت والملفاتِ التي طُرحت، أجاب طعمة, “لقاؤنا مع المبعوث الأممي غير بيدرسون كان بنّاءً وصريحاً وتحدَّثنا عن المشكلات التي تواجه اللجنة الدستورية، وأبدى تأثَّره بما جرى وإحباطَهُ من عرقلة نظام الأسد كلِّ ما من شأنه المضي في الصياغة”.

وتابع, “لا نزال نعوّل على هذه الجلسة والجلسات القادمة لإيجاد مخرجٍ بالضغط على حلفاء نظام الأسد والمجتمع الدولي، ليقدِّمَ لخطوات عملية لا تراجع عنها”.

كما أفاد بأنَّ المعارضة “طرحت ملفَّ المعتقلين، والصليب الأحمر الدولي مشاركٌ في الاجتماعات، وما زلنا نتابع من أجل الضغط في هذا الملفّ الذي يهمٌّ كلَّ السوريين، وبحسب أرقامنا هناك قرابة 400 ألف معتقلٍ و17 ألف مفقود منذ ثمانينيات القرن الماضي، وهي قضايا مهمّة في المواضيع الاجتماعية”.

وأضاف, “ناقشنا موضوع الإغاثة وتمريرَ المساعدات، ونرفض إجراءَ انتخابات رئاسية في سوريا، دون أنْ يجري إقرارُ دستور جديد وإجراءُ الانتخابات على أساسه، ولا نقبل فكرة أنَّ نظام الأسد قد يكون أكثر مرونة بعد إجرائه الانتخابات”.

من ناحيته، قال العاسمي إنَّه “تمَّ تسجيل 1088 انتهاكاً من قوات الأسد وميليشيات الاحتلال الإيراني مؤخّراً في شمال غرب البلاد، وهي التي تخرّب الاستقرار في المنطقة، والميليشيات الإرهابية (ب ي د/ بي كا كا)، شمالَ شرق البلاد، تعمل بأسلوب داعش بإرسال سيارات مفخَّخة”.

وأردف, “في الشهر الماضي مثلاً، فجّرت ب ي د/ بي كا كا ثماني سيارات بأماكن سكنية في مدن مثل جنديريس ورأس العين وعفرين وأعزاز، وكلّها تتبع للشمال السوري؛ فهذه الميليشيا الإرهابية ترسل المفخّخات لتخريب الاتفاقات الحاصلة بين الأطراف في المنطقة”.

وشدّد على أنَّ “هذه الميليشيا الانفصالية تعمل على تغيير ديموغرافي، وتجريف للقرى تشمل القرى العربية والكردية، وتعمل على تغيير للتركيبة السكانية وتهجيرهم للحزام الحدودي، واعتقال المدرسين وتجنيد الأطفال، وكلٌّ هذا سيجرٌّ سوريا لفوضى جديدة وصراع عسكري سيمتدُّ لسنين طويلة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى