في اليومِ الدولي للتوعيةِ بخطرِ الألغامِ … آلافُ الألغامِ والذخائرِ غيرِ المنفجرةِ تهدّدُ المدنيينَ في سوريا
لا يقتصرُ خطرُ العمليات العسكرية وقصفُ قوات الأسد والاحتلال الروسي على الأثر المباشر واللحظي الذي ينجم عنها وما يرافقه من قتلِ وجرحِ للمدنيين وتدميرِ للبنية التحتية، بل إنّ خطرها يمتد ويبقى لأمدٍ طويلٍ، فأيُّ قذيفةٍ أو صاروخٍ لم ينفجرْ، سيكون بمثابة قنبلة موقوتة قد تنفجر بأيّة لحظة وتسبّب كارثة إنْ لم يتمّ التعاملُ معها قبلَ فواتِ الأوان.
وأفاد الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء” في تقرير له في ذكرى “اليوم العالمي للتوعية بخطرِ الألغام” أنّ فرقه المتخصّصة أزالت 1243 جسماً قابلاً للانفجار من مخلّفات الحرب منذ 1 كانون الثاني 2019 حتى نهاية شهر آذار بينها 986 قنبلة عنقودية.
وأعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة، بتاريخ 8 كانون الأول 2005، يوم 4 نيسان من كلِّ عام رسمياً “اليوم الدولي للتوعية بالألغام والمساعدة في الأعمال المتعلّقة بالألغام”
ونوّه الدفاع المدني, إلى أنّ أعداد كبيرة من الذخائر غيرِ المنفجّرة والألغام لاتزال موجودة بين منازل المدنيين، وفي الأراضي الزراعية وفي أماكن لعب الأطفال، ناجمة عن قصف ممنهج لقوات الأسد والاحتلال الروسي استمر على مدى سنوات، وأنّ هذه الذخائر والألغام ستبقى قابلة للانفجار لسنوات أو حتى لعقود قادمة، ومع وجودها وانتشارها في جميع أنحاء سوريا، ستستمر الخسائر لفترة طويلة حتى في حال انتهاء الحرب.
ووثّق استخدام قوات الأسد والاحتلال الروسي في الحملة العسكرية على الشمال السوري التي امتدت من 26 شهر نيسان من عام 2019 حتى 6 أذار 2020 عشرات آلاف القذائف، ويوجد عددٌ كبيرٌ من تلك القذائف والألغام لم ينفجرْ وتهدّد المدنيين في الشمال السوري، وخاصة في مناطق التماس و المناطق التي شهدت قصفاً مكثّفاً خلال الفترة الماضية، وهي موزّعة على الأراضي الزراعية والأحياء السكنية.
وتسبّبت الألغام والذخائر غيرِ المنفجرةِ على مدى السنوات الماضية بمئات الضحايا من المدنيين ولايزال المدنيون يتعرّضون لمخاطرها بكافةِ مناطق سوريا، إلا أنّ الشمال السوري المحرَّر يعتبر المنطقة الأكثر خلال هذه الفترة خطر جرّاء استمرارِ المعارك وقصفِ النظام المستمر.
وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقريرٍ لها أنَّ ما لا يقلّ عن 357 مدنياً بينهم 107 طفلاً و31 سيدة استشهدوا إثْرَ انفجار ذخائر فرعية تعود إلى هجمات سابقة بذخائر عنقودي،من تموز 2012 حتى شباط 2020 ، وهذا الرقم يتضمن فقط من استشهد بانفجار قنابلَ عنقودية من مخلّفات قصفِ قوات الأسد والاحتلال الروسي، ولم يتضمّن باقي الضحايا الذين سقطوا بانفجار الألغام والذخائر الأخرى، في حين تكون إصابات الذخائر والألغام شديدة التأثير وغالباً ما تؤدّي إلى حالات بترٍ وهو ما يفاقم مأساة المدنيين وخاصة الأطفال منهم الذين يكونون يشكّلون العدد الأكبر من ضحايا تلك الذخائر غير المنفجرة والألغام.
وذكر الدفاع المدني أنّ فرقه المتخصّصة أزالت الفرق المتخصّصة، 1243 جسماً قابلاً للانفجار من مخلّفات الحرب منذ 1 كانون الثاني 2019 حتى نهاية شهر آذار بينها 986 قنبلة عنقودية في 89 قرية وبلدة، في حين لاتزال 79 منطقة تنتشر فيها الذخائرُ غيرُ المنفجرة في الشمال السوري، كما أجرت عمليات مسح لـ 89 منطقة.
واستُشهد ثلاثة من المتطوعين بفرق الذخائرِ المتفجّرة في الدفاع المدني العام الماضي، أثناء أداء مهامهم، في إزالة مخلّفات قصفِ قوات الأسد والاحتلال الروسي.
وأضاف تقرير الدفاع المدني أنّ استمرار قوات الأسد والاحتلال الروسي في استخدام الألغام والذخائر العنقودية في الشمال السوري هو سياسة ممنهجة تهدفُ لإحداثِ أكبرِ ضررٍ ممكنٍ على السكان وخاصة أنّ تلك الذخائر غالباً ما يكون ضحاياها من الأطفال، كما تهدف أيضاً لمنع النازحين من العودة إلى منازلهم وزراعة أراضيهم، وهو أحد أساليب الحرب التي تمارس بحقّ السوريين منذ عام 2011.
وأكّد أنّ على الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ومجلس الأمن إلزام نظام الأسد وحليفه الاحتلال الروسي بالكفّ عن استخدام الأسلحة المحرّمة دولياً وغيرها من الأسلحة في قتل السوريين، وإيجاد أفضل الوسائل لإلزام نظام الأسد بتدمير مخزونه من الألغام والانضمام إلى معاهدة حظرِ استخدام الذخائر العنقودية، ومطالبته بنشر خرائط تفصيلية بالمواقع التي زرع فيها الألغام للعمل على إزالتها.
ورفض نظامُ الأسد التوقيعَ على اتفاقية أتاوا 1997 التي تفرض حظراً شاملاً على الألغام المضادّة للأفراد، وتقضي بتدميرها سواء أكانت مخزّنة أم مزروعة في الأرض، ووقّعت على المعاهدة 123 دولة، وعارضتها 38 دولة بينها الاحتلال الروسي والصين، وتمّ استكمال اتفاقية أوتاوا باتفاقية أوسلو المعتمدة في عام 2008 بشأن الذخائر العنقودية وتحريمِ استخدامها.