في سوريا الأسدُ .. الخبزُ يُباعُ في السوقِ السوداءِ

بات الخبزُ المادة الوحيدة التي يمكن للكثير من السوريين تحمّل تكلفتها، رغم أنّهم يقفون في طوابير أحياناً لستِ ساعات للحصول على “ربطتين” منه بسبب النقص الحادِّ في الخبز المدعوم من نظام الأسد.

ونقل موقع الحرّة عن موقع راديو WAMAU الأميركي الذي يصوّر في تقرير له مشاهدَ لمعاناة السوريين اليومية للحصول على الخبز في بلد يعاني فيه 9.3 مليون شخصٍ من انعدام الأمن الغذائي، وفْقَ أرقام الأمم المتحدة.

وارتفعت تكلفةُ سلّة الأغدية التي تشمل الضروريات مثل الأزر والزيت بنحو247 في المئة منذ أكتوبر الماضي، في الوقت الذي خسرت الليرة السورية أكثر من 70 في المئة من قيمتها مقابلَ الدولار.

وإضافة إلى نقصِ الأدوية والوقود، ضاعف نقصُ الخبز من معاناة السوريين، بعدما ضاعف نظامُ الأسد ثمنَ ربطة الخبز المدعوم إلى 100 ليرة، مع خفضِ وزنها.

وقال التقرير إنّ الأزمة الاقتصادية التي تعصف بـ لبنان كان لها أيضاً تأثير على نظام الأسد، إذ في الوقت الذي تعاني دمشق من أزمتها الخاصة، جُمّدت الأموال السورية في البنوك اللبنانية.

ومقابل المخابز التابعة لنظام الأسد، ازدهرت تجارةُ الخبز في السوق السوداء، ونقلَ التقريرُ عن ناشط سوري قوله إنّ هامش الربح من بيع الخبز في المخابز الحكومية ضئيل مقارنة ببيعه في السوق السوداء، إذ قد يُباع بأكثر من عشرة أضعاف السعر المدعوم.

ويضيف الناشط، الذي طلب عدمَ ذكرِ اسمه، أنّ بعض المخابز التابعة لنظام الأسد تبيع حُصصَها من الخبز في السوق السوداء لتتمكّن من دفعِ رواتب موظفيها.

وبات بيعُ الخبز في سوريا عبْرَ ما يسمى بـ”البطاقة الذكية”، وفقاً لنظام “الشرائح” في مخابز دمشق وريفها, ووفْقَ الآلية الجديدة لتوزيع مادّة الخبز، تحصل العائلة المؤلفة من شخصٍ أو شخصين على ربطة خبز واحدة، والعائلة المؤلفة من ثلاثة أو أربعة أشخاص تحصل على ربطتين.

أما العائلة المؤلفة من خمسة أو ستة أشخاص فتحصل على ثلاث ربطات، ومن سبعة أشخاص وأكثر أربع ربطات، وتحتوي الربطة الواحدة على سبعة أرغفة.

وأشار التقرير إلى أنّ الحرب تسبّبت في عدم مساواة في الدخل، بين موالين لنظام الأسد تُتاح لهم السلع بسهولة، فيما المواطنون العاديون عليهم الانتظار لساعات للحصول على الخبز، وأحياناً حتى بعدَ الانتظار لساعات يُقال لهم إنّ الخبز غيرُ موجود وعليهم العودة مرّة أخرى في اليوم التالي.

وأمام ارتفاع الأسعار، بدأت حكومة نظام الأسد قبلَ نحو ثلاثة أشهر ببيعِ بعض المواد الغذائية الأساسية التي تدعم أسعارها عبْرَ نظام “البطاقة الذكية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى