في مثلِ هذا اليومِ …خانُ شيخونَ مدينةٌ منكوبةٌ ..موتٌ بلا دماءٍ ولا حسابٍ

يصادف اليوم الأحد، 4 نيسان, الذكرى السنويّة الرابعة لمجزرة مدينة “خان شيخون” الكيماوية،حيث استهدفت طائرة حربية تابعة لقوات الأسد الأحياء السكنية في مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي بصواريخ أحدُّها محمّلٌ بغازات كيميائية سامّة ( غار السارين ) مما أدّى إلى إصابة “541” مدنيّ بأعراض اختناق وتسمّم متوسطة إلى شديدة أدّت إلى وفاةِ “91” شخصاً.

أربعة أعوام على المجزرة التي ارتكبها نظام الأسد بالسلاح الكيماوي في خان شيخون، قد يكون العالم نسيَ أو تناسى هذه المجزرة التي قُتل فيها أكثرُ من 90 شخصاً خنقاً حتى الموت بغاز السارين، لكنّ السوريين لم ولن ينسوا هذه الجريمة, كما أنَّ السنوات الأربع لم تجفَّف دموع ذوي ضحايا فاجعة الكيماوي الوحشيّة, والذكريات التي لاتكاد تفارقهم تقطع قلوبهم حسرةً ولوعة عليهم، وتعيدُ للأذهان صورَ مشاهدِ الموتِ خنقاً أمام مرأى العالم أجمع.

استجابت فرقُ الدفاع المدني السوري و المنظومات الطبيّة و الإسعافية للحادثة، وقامت بنقل المصابين إلى مشفى الرحمة
ومركز الدفاع المدنيّ في مدينة خان شيخون ثم إلى العديد من مشافي محافظة إدلب وذلك لكثرة الإصابات وخروج مشفى المعرّة القريب عن الخدمة بعد قصفه قبل يومين من الحادثة بتاريخ 2/4/2017، كما تمَّ تحويل العديد من الإصابات إلى تركيا.

تشير التقارير الطبية إلى أنَّ الأعراض تراوحت ما بين شديدة إلى شديدة جدّاً منها سعال شديد وزلة تنفسية واختلاج ومفرزات وتشنّج عضلي وحدقات دبوسية وإسهالات وتعرّق شديد وإقياء وغياب عن الوعي في بعض الأحيان والتي تؤكّد أنَّ الاستهداف تمَّ بسلاح كيماوي.

ووثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 91 مدنياً بينهم 32 طفلاً و 23 امرأة، بالإضافة إلى إصابة 520 مدنيّاً في الهجوم الكيماوي على مدينة خان شيخون

وبحسب الدفاع المدني، بلغ عددُ المتطوّعين المستجيبين للمجزرة يومَها أكثرَ من 350 متطوّعة ومتطوّعاً، قاموا بتقديم الإسعافات الأوليّة للمصابين، ونقلهم إلى النقاط الطبيّة خارج المدينة، لتلقّي العلاج.

لم يستيقظ أطفال “خان شيخون” في ريف إدلب الجنوبي ، كعادتهم في كلِّ صباح على أصوات الانفجارات والقنابل المتفجّرة المتساقطة من السماء، لكي يستعدّوا هم وذويهم لرحلة النجاة منها كحال أيّ منطقة خارج سيطرة نظام الأسد، بل غطّوا في نومٍ عميق وأبدي، بعد أن ارتكبت بحقّهم طائرات النظام أو ربّما طائرات روسيّة معاونة للنظام، مجزرة مروّعة بغير دماء، كانت أعين أطفال “خان شيخون” شاهدة على المجزرة

وأصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، تقريراً مفصّلاً بعنوان “القوات الروسيّة أيَّدت غالباً قوات النظام السوري في هجوم خان شيخون الكيميائي” وثَّقت فيه تفاصيلَ الهجوم الكيميائي على مدينة خان شيخون والهجمات الروسيّة التي تلت الهجوم، مؤكِّداً ليس فقط إلى معرفة القوات الروسية بالهجمات الكيميائية التي شنَّها نظام الأسد، بل إلى تورّطها بشكلٍ مخزٍ.

يقول أبو محمد “أصبت أنا وعائلتي بغاز السارين، ما زلنا حتى اللحظة نعاني من ضيقِ في التنفس، لدي طفلة أصيبت بضمور في الدماغ، أطلب من المجتمع الدولي أنْ يعالجنا فقط، لا نطلب منازل أو مساعدات، فقط العلاج، نموت كلَّ يوم مئة موتة”.

لم تدّخر الجهات العاملة في المناطق المحرّرة، جهداً إلا وبذلته في جمع الأدلّة والشهادات، التي تثبت توّرط نظام الأسد في قتلِ السوريين، وكان الدفاع المدني السوري الجهة الفاعلة في هذا الموضوع، وكونه المسؤول عن الاستجابة السريعة للهجمات التي ينفّذها النظام ضدَّ الشعب السوري.

كانت أول التصريحات التي كشفت عن نوع الغاز المستخدم في الهجوم على مدينة خان شيخون من رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية “أحمد ازومجو” في الـ 19 من نيسان 2017 حيث قال لقناة DW الألمانية إنَّ نتائج فحص “مؤكّدة” لعينات من موقع الهجوم الكيماوي في سوريا تظهر أنّه تمَّ استخدام غاز السارين أو مادة مشابهة له.

وبيّن ازومجو أنَّ عينات من 10 ضحايا لهجوم الرابع من نيسان على خان شيخون تمَّ تحليلها في 4 مختبرات “تشير إلى التعرّض لغاز السارين أو مادة تشبهه، النتائج التحليلية التي تمَّ الحصول عليها حتى الآن مؤكَّدة”.

وفي الـ 26 من تشرين الأول عام 2017 أكَّد تقرير دولي أعدته “آلية التحقيق المشتركة” التي شكّلتها الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، مسؤولية نظام الأسد عن هجوم خان شيخون الكيماوي, ورغم ذلك لم يكن المجتمع الدولي جاداً في محاسبة النظام على هذه الجريمة وغيرها من الجرائم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى