“قسد” تمارسُ تعذيباً ممنهجاً داخلَ معتقلاتٍ سريّةٍ غفتْ عنها أعينُ الرأي العالمي
تشهد سجون ميليشيا “قسد” المنتشرة ضمن مناطق سيطرتها شرقي نهر الفرات أو بمدينة منبج بريف حلب الشرقي، انتهاكاتٍ يومية بحقّ المعتقلين، الذين يتمّ اتهامُ معظمهم بالانتساب سابقاً لتنظيم “داعش” الإرهابي أو التعامل مع فصائل الجيش السوري الحرّ، بحسب ما تجمع عليه تقارير عديدة.
ومن تلك السجون هنالك “سجن جزيرة عايد” في مدينة الطبقة غربي الرقة، والذي يعتبر على نهج مسيرة أجهزة نظام الأسد الأمنية وتنظيم داعش الإرهابي، حيث تمارس “قسد” سلطة الأمر الواقع بحقّ مناهضيها بأساليب ليست بعيدةً عما حدث في أقبية وسجون داعش ومقرّاتها الأمنية في الرقة.
ومن طرق التعذيب المتبعة داخل تلك السجون هنالك البارلنغو أو البلنغو حسب شهادات المفرَجِ عنهم من سجون قسد مؤخّراً، وهي عقوبة يقوم السجّان بوضع رأس السجين في برميل ماء وهو معصوب العين ورفعه من قدميه باتجاه السقف عبْرَ حبلٍ يتمُّ شدّه من العناصر بحيث يعيش السجين حالة الغرق ويتم الاختناق لمرّات عديدة.
وهنالك أيضاً طريقة إعصاب الوجه باللباس الداخلي السفلي ووضع عصارة اللباس في فم السجين في وخنقه بلباسه الداخلي وهو مستلقٍ على ظهره ويتم الضرب على الفخذين والقدمين ترتفع بزاوية حادة، ‘إضافةً إلى طريقة الشبح ورفع أيدي السجين عبْرَ حبل يقيد المعصمين ورفعه للسقف عبْرَ حبل ثخين، بحيث يتوزع ثقل الجسم على اليدين وأطراف اصابع القدمين ويتمّ تلقي الضرب على الظهر بالعصا او بالكبل الرباعي ويفقد أغلب المساجين الوعي نتيجة الألم الشديد.
كما تقوم “قسد” بحبس السجناء في زنزانة منفردة هي عبارة عن مرحاض أبعاده نصف متر عرضاً ومتر طولاً، ولمدة أيام تتراوح من أسبوع وحتى شهر، وتتسم هذه المنفردة بالقذارة والروائح وانعدام المياه فيها وفيها المنامة والأكل والشرب.
وبحسب شهود عيان من الرقة فقد تمّ ابتزاز أغلب المساجين في أقبية سجون “قسد” بعد خضوع السجين لطرقِ التعذيب آنفة الذكر ويتمّ تسجيل مقطع فيديو مفبرك للسجين يتمّ إخضاع السجين للاعتراف بعد التعذيب ويوضع في زنزانات جماعية تعرف بقلة النظافة والاهتمام وتسلط السجانين وابتزاز ذويهم من خلال بعض الوسطاء الذين يعرضون الإفراج عن المسجونين بمبالغ لصالح قيادات وكوادر من استخبارات “قسد” بحسب طبيعة التهمة الملفقّة تبدأ بالانتماء لداعش ولا تنتهي بالخلايا النائمة والتعامل مع جهة خارجية.
يُذكر أنْ ملفات سجون PYD الذراع السياسي لتنظيم PKK الإرهابي تبقى مجهولة ولا تفتح هكذا ملفات أو وقائع أمام الراي العالمي كونها مغلقةً ومبهمةً بشكلٍ سري وممنهج، ولا أحد يستطيع التكهن بمصير الجرائم سوى من شهادات بعض المفرجِ عنهم.