قطرُ تجدّدُ دعوتَها لتفعيلِ الحلِّ السياسي لإنهاءِ الأزمةِ السوريّةِ

جدّدت دولة قطر الدعوة للحلِّ السياسي للأزمة في سوريا، مُؤكّدةً أنَّ الحلولَ العسكرية لن تنجحَ ولن تجديَ إلا في حصد المزيد من المُعاناة وزعزعة الأمن والاستقرار, وندّدت بانتهاكات حقوق الإنسان وبارتكاب الجرائم الفظيعة في سوريا، مُشدّدة على المُساءلة والعدالة لضمان عدمِ الإفلات من العقاب.

وجاء ذلك في بيان أدلت به السفيرة “علياء أحمد بن سيف آل ثاني”، المندوبة الدائمة لدولة قطر لدى الأمم المتحدة بنيويورك، في جلسة غيرِ رسمية للجمعية العامة للأمم المتحدة حول سوريا، يوم الأربعاء، وفقَ وكالة الأنباء القطرية “قنا”.

واستعرضت السفيرة في البيان الأزمة في سوريا التي وصفتها بـ”الصفحة المظلمة” في تاريخ ذلك البلد العريق، حيث قاسى أثناءَها الشعبُ السوري أشدَّ أشكال التنكيل والمُعاناة الإنسانية.

وأشارت إلى ما تحمّله الأطفال من وطأة تلك الأزمة حيث شهد جيلٌ من الأطفال السوريين ويلات لا توصف، وقالت, إنًّه “في هذا المُنعطف – بعد مرور عشر سنوات على بداية الأزمة السورية – حريّ بنا أنْ نتذكّرَ بدايات الأزمة، فهي قد بدأت باحتجاجات سلمية قام بها الشعب السوري على مرأى من العالم أجمع، للمُطالبة بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، قوبلت للأسف بقمع وحشي لا نظيرَ له”.

ولفتت إلى أنَّ السوريين قد دفعوا منذ ذلك الحين ثمنًا باهظًا لمُطالبتهم بتلك الحقوق الأساسية، وأكَّدت على حقِّهم في الحصول على تطلّعاتهم المشروعة في العيش بأمن وسلام وكرامة.

وذكرت “علياء أحمد بن سيف آل ثاني”، أنَّ دولة قطر منذ بداية الأزمة، حذّرت من أنَّ العنف ضدَّ المدنيين سيكون له أثر كارثي على سوريا والمنطقة، وندّدت بجرائم الحرب والجرائم ضدَّ الإنسانية وكافة انتهاكات القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان التي ارتكبت ضدَّ المدنيين السوريين.

كما أكّدت على تمسّك دولة قطر بموقفها المبدئي الراسخ، حيث لم تتوانَ عن التزامها الإنساني بتقديم المساعدة الإغاثية التي تشتدٌّ الحاجة لها إلى الأشقاء السوريين من لاجئين ونازحين، والتي تجاوزت ملياري دولار أمريكي.

وشدّدت السفيرة القطرية، على أنًّ من أخطر الجرائم التي ارتكبت بشكل متكرّرٍ في سوريا استخدام الأسلحة الكيميائية المحظورة، وحذّرت من أنَّ الإفلات من العقاب على تلك الانتهاكات يُشكل سابقة خطيرة.

وقالت, “إنَّ تلك الجرائم وغيرها من انتهاكات القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان والجرائم ضدَّ الإنسانية في سوريا موثّقة بشكلٍ لا يُسبق له مثيلٌ”، ودعت المجتمع الدولي للعمل بشكلٍ جماعي لضمان العدالة والمُساءلة.

وفي هذا السياق، جدّدت التأكيد على أنّ دولة قطر لا تزال في مقدّمة الداعمين للآلية الدولية المُحايدة والمستقلة المعنية بسوريا، وأشارت إلى ما تقوم به رئيسة الآلية السيدة “كاثرين ماركي أويل”، وموظفوها بدور مهمٍّ لتنفيذ الولاية المهمّة المنوطة بالآلية.

وفي ختام بيانها، أفادت السفيرة “علياء أحمد بن سيف آل ثاني”، بأنَّ الأزمة في سوريا قد نجم عنها عواقب وخيمة ليس فقط على ذلك البلد، بل على السلم والأمن الإقليميين والدوليين, وقالت, إنَّه “بات من الواضح للجميع أنَّ الحلول العسكرية لن تنجحَ ولن تجديً إلا في حصد المزيد من المعاناة وزعزعة الأمن والاستقرار”.

وجدّدت التأكيدَ على دعم دولة قطر لجهود المبعوث الخاص للأمين العام إلى سوريا بُغيةَ التوصّل إلى حلٍّ، من خلال عملية سياسية هادفة تؤدّي إلى انتقال سياسي وفقًا لإعلان جنيف-1 وتنفيذ قرار مجلس الأمن 2254 بكاملِ عناصره، وقالت, إنَّه “السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة وتحقيق الانتقال السياسي والحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها واستقلالها”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى