قناة “روسيا اليوم” تفبرك أقوالاً على لسان رسام سوري معارض لنظام الأسد

لفّقت قناة “روسيا اليوم” أقوالاً على لسان الرسام السوري “عزيز الأسمر”، مدعيةً أنّه لا يقدّم أعمالاً ثورية وسياسية.

ونشرت قناة “روسيا اليوم” تقريراً مصوّراً يوم الخميس ٤ حزيران ٢٠٢٠، تناول لوحة جدارية نفّذها الرسامان السوريان “عزيز الأسمر” و”أنيس حمدون” على جدار أحد المنازل المدمّرة في مدينة بنّش بريف إدلب شمالي سوريا، وتضامن الرسامان من خلال لوحتهما مع قضية المواطن الأمريكي الأسود “جورج فلويد” الذي قتله شرطي أمريكي يوم ٢٦ أيار في مدينة مينيابوليس الأمريكية.

ونقلت “روسيا اليوم” في التقرير على لسان الفنان عزيز الأسمر في الثانية ٣٥ من تقريرها أنّ “الرسام لا يقدّم رسوماً ثورية أو سياسية، وإنّما يهتم فقط بالمواضيع الاجتماعية في العالم”.

وكشفت منّصة “تأكد”، للتحقق من الأخبار، في تقرير لها، أمس السبت، عن الفبركة التي قامت بها القناة، ونسبَها أقوالاً للرسام السوري.

وظهر “عزيز الأسمر”، في مقطع مصوّر، أكّد فيه لمنصة “تأكد”، أنّ لا صحة للأقوال التي نسبتها “روسيا اليوم” على لسانه، بأنّه لا يقدّم أعمالاً ثورية أو سياسية, وشدّد على أنّه لم يدلِ بهذه الأقوال لأيِّ وسيلة إعلام على الإطلاق.

وأبدى “الأسمر” استغرابه من تلفيق هذه التصريحات تحت اسمه، مشيراً إلى أنّه يعبّر من خلال لوحاته عن موقفه من مختلف القضايا السياسية والاجتماعية، كما يظهر دعمه للثورة في سوريا أيضاً من خلال رسوماته التي تجاوز عددها ٥٠٠ لوحة جدارية تتوزّع معظمها في إدلب وريفها، إضافة إلى بعض الرسومات في ريفي حلب وحماة, وسبق للرسام أنّ استنكر جرائم ارتكبها نظام الأسد وحلفائه من خلال جداريات نفّذها في ريف إدلب.

والجدير بالذكر أنّ قناة “روسيا اليوم” لا تتعامل مع مراسلين تابعين لها بشكلٍ مباشر في المناطق غيرِ الخاضعة لسيطرة نظام الأسد وحلفائه، وإنّما تحصل على مواد مصوّرة من وكالات أخرى.

وتواصلت منصة “تأكد” أيضاً مع مصوّر الوكالة التي زوّدت قناة “روسيا اليوم” بتقريرها عن جدارية “جورج فلويد”، ونفى بدوره أيضاً أنْ يكون الرسام “عزيز الأسمر” قد أدلى بالأقوال التي روّجتها على لسانه القناة.

المصوّر، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، أكّد أنّ الوكالة التي يعمل لديها تواصلت مع “روسيا اليوم” بخصوص الأقوال الملفّقة، وكانت النتيجة أنْ حذفت القناة التقرير، لكن دون تقديم أيِّ توضيح أو اعتذار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى