قوى إقليميةٌ ودوليةٌ تتصارعُ على محافظةِ سوريةَ.. ما أهميتُها لتلكَ الأطرافِ؟

لا تزال منطقة شرقي نهر الفرات السورية مسرحَ تحرّكات عسكرية وميدانية للأطراف المتنافسة هناك، ما يشي بأنّ الاستقرار في هذه المنطقة الأهم في سوريا بعيدَ المنال.

حيث تحاول أطراف النزاع كلّها تثبيت أقدامها في هذه المنطقة التي تعادل ثلث مساحة البلاد، وتسيطر على قسم منها ميليشيات “قسد” المدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية.

وكانت ميليشيات “قسد” قد أبرمت في تشرين الأول الماضي اتفاقاً عسكرياً مع نظام الأسد والروس، لدخول قوات من هذين الطرفين إلى منطقة شرقي نهر الفرات، من أجل وضع حدّ لتوسع الجيش التركي وفصائل الجيش الوطني السوري المرتبطة به في المنطقة الغنية بالثروات.

وشهدت المنطقة مذ ذاك الحين تطوّرات عسكرية وميدانية كبيرة، في ظلّ توجّس تركي من فرض إقليم ذي صبغة كردية في المنطقة التي تشهد بين وقتٍ وآخر توتّراً ما بين الأميركيين والروس.

كما وتسيطر الولايات المتحدة الأميركية على منطقة رميلان في ريف الحسكة الجنوبي الشرقي الغنية بالبترول، إضافة إلى منطقة الشدادي الغنية بالغاز في الريف الجنوبي، وتحاول روسيا مزاحمة الولايات المتحدة في محافظة الحسكة التي تتميز عن باقي المحافظات السورية بالتنوّع السكاني، إذ تضمّ عرباً وأكراداً وسرياناً وأرمناً ومسلمين وأيزيديين.

ويحتفظ نظام الأسد بمربعين أمنيين داخل مدينتي الحسكة والقامشلي وبضع قرى، فيما حوّل الروس المطار المدني في المحافظة الكائن في مدينة القامشلي إلى قاعدة عسكرية تنطلق منها دوريات إلى مناطق عدّة داخل هذه المحافظة، وإذ تبلغ مساحتها أكثر من 23 ألف كيلومتر مربع، وتتصل الحسكة جغرافياً بالعراق شرقاً، وبتركيا شمالاً، وهو ما يكسبها أهمية خاصة في الصراع المحتدم على سوريا بين القوى الإقليمية والدولية.

وكانت فصائل الجيش الوطني السوري قد عادت كلاعب في محافظة الحسكة أواخر العام الفائت، بعد أنْ شاركت برفقة الجيش التركي ضمن العملية العسكرية التي سيطر على إثرها على مدينة رأس العين في ريف الحسكة الشمالي الغربي، وعلى عددٍ كبيرٍ من قراها، وبدّلت العملية العسكرية التركية أغلب معادلات الصراع في منطقة شرقي الفرات والتي تُعدّ الحسكة أبرز محافظاتها، حيث فتحت الباب أمام تنافسٍ لا يكاد ينتهي بين الأتراك والأميركيين والروس ونظام الأسد والمعارضة السورية، إضافةً إلى ميليشيات “قسد” التي فقدت جانباً من نفوذها العسكري منذ أواخر العام الفائت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى