كتاب ٌيروي مآسيَ التعذيبِ يصدرُه معتقلونَ سابقونَ

أصدر سجناء سابقون في سجن صيدنايا السيّئ السمعة الواقع في ريف دمشق، كتاباً وثّقوا فيه تجربتهم مع جرائم التعذيب والقتل خارج إطار القانون الذي نفّذها نظام الأسد بحقّهم.

وتضمّن الكتاب الذي حمل اسم “صيدنايا في الثورة السورية” العديد من القصص الموثّقة بالأسماء والشهود على الجرائم التي كان يمارسها السجّانون، ضدّ المعتقلين وخاصة ممن شاركوا في الحراك الثوري ضدّ نظام الأسد بعد عام 2011.

وأسس 30 معتقلاً سابقاً في سجن “صيدنايا” العسكري، جمعية أطلقوا عليها اسم “صيدنايا” ويهدف مؤسسو الجمعية من خلال المسرحيات، والصور والتقارير، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، إلى إطلاع العالم على فصول التعذيب، والقتل خارج إطار القانون لأصدقاء لهم.

وقال رياض أولر وهو تركي الجنسية من ولاية هاتاي، وأحدُ المعتقلين السابقين في سجن “صيدنايا”، وأحدُ مؤسسي الجمعية، أنّه ذهب إلى سوريا لدراسة اللغة العربية، عندما كان في التاسعة عشرة من عمره، وقامت قوات الأمن السورية باعتقاله بتهمة أنّه يعمل لصالح المخابرات التركية، فقضى 21 عاماً في السجون السورية بما في ذلك سجن (صيدنايا) ويوضّح أولر، أنّه “كان يحاول البقاء على قيد الحياة خلال سنوات سجنه، رغمَ التعذيب الذي تعرّض له”.

وقال أولر عن محتوى الكتاب: “الكتاب يسلّط الضوء على أسباب إرسال السجناء إلى سجن صيدنايا، وأساليب التعذيب التي تعرضوا لها، والمحاكم التي عُرِضوا عليها، وسنوات اعتقالهم، وانتماءاتهم الدينية والمذهبية، والعرقية”.

وأكّد أنّ سجن “صيدنايا” شهد وما زال يشهد شتّى أنواع العذاب بحقِّ السجناء، لافتاً إلى زيادة بوحشية النظام، وأنّه خلال فترة الاعتقال، تفشّى وباء داخل السجن، وبدلاً من أن تقدّم السلطات الأدوية للسجناء، وتعالج المصابين، شارك أطباء السجن في التعذيب دون رحمة.

ويقع سجن صيدنايا، الذي وصفته تقارير غربية بالمسلخ البشري، على بعد 30 كيلومتراً، شمالي العاصمة دمشق، ويتبع لوزارة دفاع النظام، وتديره الشرطة العسكرية، ومكوّن من مبنيين يمكن أنْ يستوعبا ما بين 10 إلى 20 ألفَ سجينٍ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى