لجنةُ التحقيقِ الدوليةُ: نظامُ الأسدِ يسلبُ وينهبُ أملاكَ المهجّرين قسرياً

ذكرت لجنةُ التحقيق الدولية الخاصة بسوريا أنَّ نظام الأسد يواصل السيطرةَ والسلب والنهب على أملاك المهجرين قسرياً من المناطق التي احتلتها قواتُه مؤخّراً بدعمٍ من الاحتلال الروسي.

جاء ذلك في تقرير قدّمته لجنةُ التحقيق الدولية الخاصة بالجمهورية العربية السورية إلى مجلس حقوقِ الإنسان الدولي، تضمّن نتائجَ تحقيقاتٍ في الفترة الممتدة من 1 تموز 2021، حتى 31 كانون الأول من العام ذاته.

وأكّدتْ تحقيقاتُ اللجنة أنَّ نظامَ الأسد عمِل على اغتصاب الأراضي وحقوق الملكية للمشرّدين من خلال مزادات علنية في المناطق التي سيطر عليها في محافظات حماة ودير الزور وإدلب، مشيرةً أنًَ المزادات أصبحت أكثرَ رسمية ومنهجية، مما يدلُّ على سياسة حكومية ناشئةٍ ومدروسةٍ في هذا الصدد.

وأشار تقريرُ اللجنة أنَّ هذه المزادات تمَّ الإعلان عنها بناءً على أوامر موقّعة من قِبل المحافظين التابعين لنظام الأسد، ثم أنشئت لجانٌ محليّةٌ على مستوى المناطق لإجراء تعدادٍ للأراضي من أجل إعداد قوائمِ المزاد، والتي عادةً ما يتمُّ توقيعُها أيضاً من قِبل المحافظين.

وتتضمن القوائمُ وفقاً للتقرير، المعلومات المتعلّقةِ بالأرض، مثل الموقع والمساحة واسم المالك وحالتِه الأمنيّة، موضّحاً أنَّ غالبيةَ الملاك النازحين المتأثّرين يقيمون حالياً خارجَ المناطق التي يسيطر عليها نظامُ الأسد.

ولفت تقريرُ اللجنة إلى أنَّ الرابح بالمزادات يدفع مبالغَ طائلةً مقابلَ الوصول إلى الحقول لمدّة ستّةِ أشهر أو سنة بالتزامن مع تمتّعِ أقارب مالكي الأرض الغائبين بإمكانية التقدّم للحصول على إجراء معين والدفعِ لمنع المزاد، وهو إجراءٌ باهظُ التكلفة لأنَّه عادةً ما يكون الفائزون بالمزاد أعضاءً رفيعي المستوى في الميليشيات الموالية لنظام الأسد أو شخصياتٍ أخرى لها صلاتٌ وثيقة بسلطات النظام.

وأشار التقرير إلى أنَّ مثلَ هذه المزادات تضفي الطابعَ الرسمي على الممارسة غير القانونية لاحتلال الأراضي ومصادرة الحصاد من قِبل الميليشيات الموالية لنظام الأسد والجهاتِ الفاعلة المحلية الأخرى.

كما لفت تقريرُ اللجنة إلى التأثير السلبي لتعميم وزارةِ العدل في حكومة نظام الأسد، الصادر في 15 أيلول 2021، والقاضي بالحصول على الموافقات الأمنيّة للراغبين بإجراء وكالات خاصةٍ للأقارب مما أسهم بزيادة السطوة الأمنية الغيرِ شرعية على أملاك النازحين والمهجّرين قسرياً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى