لرفضهِ ممارساتِهم وانشقاقِه عنهم.. استخباراتُ “ب ي د” تغتالُ قيادياً عشائرياً عربياً بارزاً في ديرِ الزورِ (صور)
اغتيل القيادي البارز السابق في الجيش السوري الحرّ “ياسر الدحلة” فجرَ اليوم الجمعة على طريق الخرافي الواصل بين محافظتي الحسكةِ ودير الزور، والاتهاماتُ موجّهةٌ لجهاز الاستخبارات العاملِ ضمن ميليشيات وحدات حماية الشعب الكردية الانفصالية المسيطرةِ على المنطقة.
وبحسب مصادرَ محليةٍ من المنطقة، فإنّ “الدحلة” قد تعرّض لكمينٍ وإطلاقِ نارٍ مباشر من قبل سيارةٍ مموّهةِ اللون في بلدة “ذيبان” التي تسيطر عليها ميليشيات “قسد”، حيث تعرّض لإصابات بالغة، نُقِل على إثرها إلى مشفى الحسكة، ليفارقَ الحياةَ فيما بعدُ، في حين قُتِل مرافقُه على الفور، ونجا مرافقٌ آخر.
ونقلاً عن مرافق “الدحلة” الذي كان قد نجا من الكمين، والذي قال: “إنّ ثلاث سيارات تابعة لميليشيا حزب الاتحاد الديمقراطي (ب ي د) اعترضت طريقَهم أثناءَ عودتهِم من الحسكةِ فجرَ اليوم واستهدفتهُم بالأسلحة الرشاشةِ، ما أدّى إلى مقتلِ ياسر الدحلة ومرافقٍ له”.
وتابع المرافق قائلاً: إنّ “ياسر الدحلة” كان في زيارة إلى الحسكة لعقدِ صلحٍ بين أبناء عمومته من قبيلةِ البكّارة، وعند عودتنا شاهدنا استنفاراً أمنياً مريباً لميليشيا (ب ي د) وكانت أغلبُ الحواجزِ تدققّ علينا للتأكّد من هوية ياسر الدحلة، حيث أنّ التدقيقَ الأمني كان مرتبطاً بتجهيز الميليشيا للكمينِ الغادر الذي استهدفنا فيما بعدُ”.
ونعت قبيلةُ “البكارة” الكبرى في سوريا والوطن العربي في بيانٍ لها، مقتلَ “الدحلة” ابن عشيرة “البورحمة البكّارة” في دير الزور، إثرَ استهداف سيارته من قِبَل ميليشيات وحدات الحمايةِ بكمين غادرٍ على طريق الخرافي الحسكة – دير الزور، والذي كان في زيارة لحلِّ خلاف عشائري بين أبناء عمومته في الشدادّي، وفقَ ما جاء في بيانها.
وكانت قد حصلت شبكةُ “الخابور” المعنيةُ بالشأن السوري في مناطق شرقي سوريا في وقتٍ سابق على وثيقة، تكشف أن “ياسر الدحلة” مطلوبٌ لجهاز استخبارات “ب ي د”، بسبب عدم انصياعهِ للأوامر واعتراضِه على سياسات (ب ي د) وتعاملِها مع نظام الأسد، واعتراضِه أيضاً على وجودها في منطقة دير الزور.
وينحدر “ياسر الدحلة” من بلدة “الدحلة” في محافظة دير الزور، وكان قد عمل كقيادي في لواءِ “ذي قار”، وانتقل إلى منطقةِ القلمون ثم إلى ريف حلبَ الشمالي، قبل أن ينضمَ لمجلس دير الزور العسكري ضمن ميليشيات “قسد”.
وكان “ياسر الدحلة” قد اعتُقِل عام 2017 من قبل ما يسمى “مجلس دير الزور العسكري” التابع لميليشا “قسد”، وفُصِلَ على إثرِ الاعتقال، وتعرّض لثلاثِ محاولات اغتيال، حيث قتل في واحدة منها أحدُ أقربائه ويدعى “خليل الدحلة”.
ويتّهمُ نشطاءُ من دير الزور بشكل مستمرٍ وحداتِ حماية الشعب الكردية الانفصالية وجهازَ الأسايش بتدبير عمليات الاغتيال التي تستهدف القادة العرب في ميليشيات “قسد”.
يُشار إلى أنّ علاقة القبائل العربية تشهدُ توتّراً خلال الفترات الماضية مع المُكَوِّن الكردي في ميليشيات وحدات الحماية الانفصالية، وذلك بسبب تذمُّرِ العرب من استمرارِ تهميش دورهم وسطَ سعي الميليشيات المرتبطة بحزب العمال الكردستاني “بي كا كا” لتعزيز ذلك، خشيةَ منافستِها في إدارة المنطقة لاسيَّما مع التذمُّرِ الشعبي من سياسات الأخيرة.