لصوصُ اللاذقيةِ..عناصرُ قواتِ الأسدِ بعدَ تسريحِهم

ازدادت حوادثُ السرقة والسطو المسلّح في محافظة اللاذقية بشكلٍ كبيرٍ , ولا يمرُّ يومٌ إلا وتُسجّل فيه حوادثٌ، وغالباً ما يكون منفذوها من العناصر السابقين في قوات الأسد.

ونقلت صحيفة “المدن عن مصادر تأكيدها، بأنّ حوادث السطو ازدادت خلال الأسابيع القليلة الماضية، الأمر الذي أرجعته أوساط شعبية إلى كثرة أعداد المسرّحين من قوات الأسد، الذين وجدوا أنفسهم من دون عملٍ أو مصدرِ رزق، وما زاد الأمر تعقيداً عدم قدرة جهاز الشرطة التابع لنظام الأسد على التعامل مع الفاعلين, وسط اتهامات لأجهزة نظام الأسد الأمنية بالتواطؤ مع مرتكبي الجرائم.

وأشارت المصادر إلى أنّ كلّ عمليات السطو تُسجل في ساعات الليل الأولى، علماً بأنّ نظام الأسد يفرض في كلّ مناطق سيطرته حظرَ التجوال من الساعة 12 ظهراً، وحتى الساعة 6 صباحاُ، ما يثير الشكوكَ حول ضلوع أجهزة الأمن في عمليات السطو هذه.

وبحسب المصادر فإنّ عمليات السطو تتركّز في أحياء عدّة تقطنها غالبية سنية، الأمر الذي أدّى إلى مخاوف كبيرة بين سكان تلك الأحياء, وأضافت أنّه إلى جانب عمليات السطو المسلح، تشهد اللاذقية عملياتِ خطفٍ بدوافع مالية، حيث تمّ توثيق أكثرَ من حالة خطفٍ خلال الأسابيع القليلة الماضية، بهدف طلب الفدية المالية.

ونظراً للظرف الاقتصادي البالغ التعقيد، والفقر المدقع الذي يسود اللاذقية، رجّحت المصادر أنْ تزداد عمليات السطو والسرقة في المدينة وريفها، لافتةً إلى خروج تظاهرات قبلَ يومين في مركز اللاذقية احتجاجاً على قرار نظام الأسد ترحيل سوق الخضار الشعبي بحي الفاروس، إلى مكان آخر.

المحامي والكاتب الصحافي، عروة سوسي، من مدينة جبلة، قال لـ”المدن”، إنّ “المسرّحين الجُدُدَ يشعرون بالخذلان، بعد أنْ أغلقت مؤسسات نظام الأسد أبوابها في وجوهِهم، ولم تستوعبْهم في وظائف كما كانوا يأملون”.

وأوضح أنْ غالبيتهم بلغ مجموع خدمته في قوات الأسد ثماني سنوات على الأقل، وسعيدُ الحظ منهم من بقي على قيد الحياة، ولم يُقتلْ خلال المعارك، واليوم تغضّ وسائل التواصل الاجتماعي النظر عن شكواهم وتذمرهم من واقعهم، حتى وصل بهم الحال مؤخّراً إلى المطالبة بسلّة غذائية شهرية دائمة. وقال: “غير أنّ عمليات السطو المسلح الكبيرة في اللاذقية وريفها، تنفّذها في الغالب عصاباتٌ منظّمة معروفة، ولا تستطيع أيُّ جهة محاسبتَها”.

وأضاف أنّ هذه العصابات كانت تمارس عمليات السطو على نطاق ضيق، أما الآن فهي تنفّذ عملياتها بشكل موسّع من دون وجود أيّ مخاوف من المحاسبة، نظراً لعدم قدرة نظام الأسد على ضبط الوضع الأمني، في عموم سوريا، وفي الساحل السوري على وجه التحديد.

وطالت عمليات السطو الأخيرة إلى جانب مزارع مملوكة لرجال أعمال، محال صياغة، ومحال بيع أجهزة اتصالات، في مركز مدينة اللاذقية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى