لماذا استقالَ اللواءُ سليمُ إدريس من الائتلافِ الوطني
قدّم عضو الائتلاف الوطني السوري ومنسّق مكتب شؤون اللاجئين فيه اللواءُ سليم إدريس استقالته من الائتلاف، كما يستعدُّ أعضاءٌ بارزون تسلّموا مناصبَ قيادية لتقديم استقالتهم أيضاً.
ويشغل إدريس منسّق مكتب شؤون اللاجئين في الائتلاف، وكان قد ضُمَّ إلى الهيئة السياسية في الائتلاف كعضو مستقلٍّ في آب 2022.
وحول أسباب استقالة إدريس، يقول مصدر مقرّبٌ من الائتلاف، إنَّ إدريس جرى ضمُّه لكي يكونَ رئيساً للائتلاف خلفاً لسالم المسلط، وأجريت تغييرات داخلية في الائتلاف حينها من أجل ذلك، لكن ما جرى خلال الفترة الماضية هو أنَّ أعضاءً بارزين في الائتلاف قدّموا بإدريس تقاريرَ إلى المخابرات التركية عن امتعاضه من التطبيع التركي مع نظام الأسد، وعدم رضاه عنه.
وأضاف المصدر لموقع “المدن” أنَّ إدريس لم يخفِ أمام كثيرين شجبَه لجميع اللقاءات التي جرت بين الجانبين، رغمَ أنَّه في البداية كان الجانب التركي راضِ عن تسلّمه رئاسة الائتلاف، وخصوصاً أنَّه تركماني الأصل.
ووفقاً للمصدر فإنَّ إدريس كان يفكّر بالاستقالة منذ زمن، وله تاريخ بعدم الرضا عن أداء الائتلاف ومؤسساته، وهو ما دفعَ به للاستقالة من رئاسة وزارة الدفاع في الحكومة المؤقّتة في أيلول 2021.
ولفت إلى أنَّ إدريس وجدَ ما وصفَه بـ “المهزلة” الأخيرة التي حصلت خلال انتخاب هادي البحرة، فرصةً سانحة للاستغلال وتقديمِ استقالته من دون أنْ يلجأ أحدٌ لثنيه عن الاستقالة من باب “المونة”، كما حصل مع قرطوط عندما قدّم استقالته قبلَ عام، وهوما دفعَ بالانسحاب وليس الاستقالة.
وعن الشخصيات التي بصدد تقديمِ استقالتها، قال مصدر آخر، إنَّ أبرز الأعضاء هم ربا حبوش نائبةُ الرئيس السابق للائتلاف سالم المسلط، ونصرُ الحريري الذي كان يشغل منصبَ رئيس الائتلاف قبلَ المسلط.
ولفت المصدر إلى أنَّ هاتين الشخصيتين ستحاولان تقديمَ الاستقالة للقول بأن السبب هو طريقة فرضِ البحرة رئيساً للائتلاف، إلا أنَّهما يحاولان الهروب من لجنة مكافحة الفساد التي ينوي البحرة تفعيلَها للكشف عن فساد المؤسسة المتشابك والكبير، والذي زادَ خلال فترةِ تسلّمِ الحريري ومن بعده المسلط، وِفق المصدر.
وأكّد على أنَّ البحرة بصدد تفعيلِ اللجنة مستنداً على دعمه من كتلتي العشائر والمجلس التركماني في الائتلاف، وبالتالي الحصول على نسبة تصويتٍ من الهيئة العامة للائتلاف النصف زائد واحد اللازمة.
كما يوضّح المصدر أنَّ الحريري أصبح وحيداً من دون ظهرٍ يسنده مع التوافق الأخير لانتخابه، وبالتالي فإنَّ الفرصةَ باتت مواتيةً لضربه وكشفِ ملفّات الفساد إبّان تسلّمه رئاسةَ الائتلاف.