لن ننسى.. الذكرى السنوية الحاديةَ عشرةَ لمجزرةِ الحولةِ بريفِ حمصَ

يُصادف اليومَ الخميس الذكرى السنويةُ الحاديةَ عشرةَ لمجزرة الحولة بريف حمص، والتي ارتكبتْها قواتُ اﻷسد ومجموعةٌ من المسلّحين الموالين له، في عام 2012، وراح ضحيتَها أكثرُ من 100 مدنيٍّ معظمُهم من النساء والأطفال.

وكانت مجموعةٌ مسلّحة قد اقتحمت قريةَ تلدو بناحية الحولة، شمالَ غربي حمص بنحو 20 كيلومتراً، في الخامسِ والعشرين من شهر أيار، وارتكبت عملياتِ قتلٍ جماعي وعشوائي بحقِّ السكان، بسبب مشاركتِهم في الثورة السورية، حيث تمَّ إعدامُ 108 أشخاصٍ، ذبحاً بالسكاكين ورمياً بالرصاص.

وطالبت منظمةُ “هيومن رايتس ووتش” حينَها مبعوثَ الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، كوفي عنان، بالضغط على نظام اﻷسد كي يسمحَ لبعثة تقصّي الحقائق الأمميّة بدخول سوريا للتحقيق في الحادثة، لكنّه رفضَ ذلك، كما دعت المنظمةُ مجلسَ الأمن لإحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائيّةِ الدولية.

ووصفت المنظمةُ في تقريرٍ لها وثّقَ مجرياتِ المجزرة عام 2012، بأنَّها “عملياتُ قتلٍ جماعي” و”مأساةٌ وحشية”، مؤكدةً أنَّ “قوات الأسد قصفت المنطقةَ في ذلك اليوم وهاجم رجالٌ مسلحون يرتدون ثياباً عسكرية البيوتَ الواقعة على مشارف البلدة وأعدموا عائلاتٍ كاملةً”.

من جانبها قالت “الشبكةُ السورية لحقوق اﻹنسان” في تقرير نشرتْه اليومَ الخميس، إنَّها المجزرة الأكثرُ وحشيّةً منذ دخول المراقبين الدوليين إلى سوريا، حيث بدأت بقصفٍ عشوائي طال قرى وسهولَ الحولة، تركّز على مدينة تلدو بشكلٍ كبير؛ وهي مدخل الحولة من الجهة الغربية والمحاطةُ بقرى موالية للأسد، وقد خلّف القصفُ الذي استمر 14 ساعةً 11 ضحيةً وعشراتِ الجرحى.

وبعد القصف اقتحم عناصرُ قوات اﻷسد من الجيش والأمن والميليشيات المحليّة والشيعية الأجنبية، مدعومةً بعناصرَ من “الشبيحة” من قرى “فلة” و “القبو” عدداً كبيراً من المنازل الواقعةِ على أطراف “تلدو”.

وقام عناصرُ “الشبيحة” وقواتُ سلطة اﻷسد باقتحامات وإعدامات ميدانيّةٍ لكلِّ من وجدوه ساكناً على أطراف المدينة، حيث تمَّ تكبيلُ أيدي الأطفال وتجميعُ النساء والرجال ومن ثم الذبحُ بحراب البنادق والسكاكين ورميهم بالرصاص بعد ذبحِهم؛ وكان من بين الضحايا 49 طفلاً دون العاشرةِ من العمر، و32 امرأةً، وما تزال هناك جثثٌ لم تتمكّن الشبكةُ من الوصول إليها وتوثيقِها.

ويؤكد التقريرُ أنَّ الواقعة ذات الصبغة الطائفية كانت بمثابة تطهيرٍ طائفي، في المنطقة التي تضمُّ مناطقَ موالية لنظام اﻷسد ومصدراً لعناصر ميليشياته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى