مؤتمرٌ للاجئينَ برعايةٍ روسيّةٍ … والائتلافُ السوري يصدرُ بياناً يرفضُ فيه المؤتمرَ

أعلنت وزارة الدفاع الروسيّة عن مؤتمر دولي لمناقشة ملف اللاجئين السورين على أنْ ينعقد المؤتمر في دمشق يومي 11 و 12 تشرين الثاني.
وجاء على لسان السفير الروسي في دمشق ألكسندر يفيموف يوم الاثنين، أنّ مؤتمر اللاجئين سيعقد في دمشق يوم الأربعاء المقبل، وأنّ المؤتمر “مصممٌّ على دعم جهود أولئك المهتمّين حقاً بمصير ورفاهية جميع السوريين، إضافة إلى الموجودين خارج سوريا نتيجة الحرب”، معتبراً أنّ المؤتمر “منصة لمناقشة موضوعية لمجموعة كاملة من القضايا المتعلقة بمساعدة السوريين في العودة إلى ديارهم، واستعادة وحدة الشعب السوري”.

لقي هذا الإعلان استهجانَ جهات عديدة وأصدر الائتلاف الوطني بياناً صحفياً ذكر فيها أسباب رفضه للمؤتمر مؤكّداً عدم شرعية هكذا إعلان وجاء في البيان “في الوقت الذي تدعو فيه روسيا إلى هكذا مؤتمر تستمر بارتكاب جرائم الحرب عبْرَ قصفِ المدنيين في الشمال السوري، حيث تسبّب قصفُها الجوي صباح اليوم بنزوح أهالي قرية كفر نوران في ريف حلب”.

وأضاف الائتلاف أنّه “لا يمكن تنظيم مثل هذا المؤتمر من قِبل المجرم المسؤول عن الجريمة بالمقام الأول، كما لا يمكن تنظيمه دون تحقيق أهمّ شروط عودة السوريين إلى بلدهم، وعلى رأسها انتفاء سبب التهجير بوقفِ القصف وإنجاز الانتقال السياسي وتأمين البيئة الآمنة للعودة الطوعية والكريمة للاجئين”.

كما تضمّن البيان أنّ هذا المؤتمر محاولة لرعاية جريمة جديدة بحقِّ الشعب السوري تهدف إلى تعويم المجرم بشار تحت ستار إنساني عنوانُه عودة المهجرين”.

وختمَ الائتلاف بيانَه بأنّ “الاحتلال الروسي والناطقين باسمه وممثليه وعملائه هم آخر من يحقُّ له التحدّث في القضية السورية، وخاصة ملفّ التهجير”.

وفي ذات السياق أعلن رئيس دبلوماسية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أنّ دول الاتحاد لن تشارك في مؤتمر دولي حول اللاجئين والنازحين يستضيفه النظام السوري.

وأشار الاتحاد الأوروبي في بيان له إلى أنّ المؤتمر سابقٌ لأوانه، معتبراً أنّ “الأولوية في الوقت الحاضر هي اتخاذ إجراءات حقيقية لتهيئة الظروف الملائمة لعودة آمنة وطوعية وكريمة ومستدامة للاجئين والنازحين داخلياً إلى مناطقهم الأصلية”.

بينما يثابر الإعلام الروسي بالترويج عن انتهاء المعارك في سوريا وأنّ سوريا باتت بيئة أمنة للعيش والاستقرار والبدء بإعادة الإعمار. ولا يعترف إعلامه بالأسباب الحقيقة وراء لجوء ملايين السوريين خارج البلاد وكأنّ عمليات نظام الأسد خلال السنوات الماضية والمستمرة حتى اليوم من القصف والقتل الممنهج والاعتقال التعسفي والغياب القصري لم تكن سبباً أساسياً ورئيسياً للجوئهم خارج سوريا وخارج سطوة الأسد.

والجدير بالذكر أنّ الدعوة لهذا المؤتمر لم تكن الأولى من نوعها فقد فشلت روسيا عندما وجّهت دعوة مماثلة عام 2018 على أمل إعادة أحياء اسم نظام الأسد ضمن المجتمع الدولي الرافض والمقاطع له.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى