مؤشراتٌ أمريكيةٌ وأوروبيةٌ على فشلِ اتفاقِ روسيا وتركيا الأخيرِ بشأنِ إدلبَ

لا تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية هي الوحيدة التي تعتبر أنّ الاتفاق الذي توصلت إليه روسيا وتركيا حول إدلب بأنّه “مؤقّت وهشٌّ ولن يشهدَ استمراراً”، وخاصةً أنّ صيغة الاتفاق غامضة، ولم تجبْ عن مواضيع شائكة، مثل مصير نقاط المراقبة التركية، وحدود الاتفاق السابق (سوتشي)، إلى جانب مصير المدن الكبرى التي تقع على طريق “M4” الذي تريد تشغيله موسكو.

حيث أنّ أحدث المؤشرات الأمريكية على فشلِ اتفاق إدلب، هو حديث مبعوثها الخاص إلى سوريا “جيمس جيفري” يوم أمس الثلاثاء، حيث قال: إنّ “روسيا ونظامَ الأسد لا يريدان لهدنة إدلب الاستمرارَ”، مضيفاً بأنّ “واشنطن تريد مساعدة تركيا في إدلب، وأنّها تدرس هذا الخيار مع دول حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الذي تُعدُّ تركيا أحد أعضائه.

فالسفيرة البريطانية لدى الأمم المتحدة “كارن بيرس” كانت قد أكّدت خلال جلسة مغلقة لمجلس الأمن في 6 من آذار الحالي، أنّه يوجد كثيرٌ من الأسئلة حول طريقة تطبيق الاتفاق، والجهة التي ستتحكم فيه، وقالت في هذا الصدد: “من سيسيطر على ما سيحدث في غرب حلب، وهل نظام الأسد صدّق رسمياً على الاتفاق الروسي- التركي؟، وهل ستطبّق ترتيبات وقْفِ إطلاق النار؟”.

كما عبّر السفير الألماني “كريستوف هويسغن” عن قلقِ بلاده إزاء معاناة المدنيين في إدلب، مُعرِباً عن أمله بأنْ يتمكّن الأهالي من العودة للعيش هناك، في حال الوصول إلى مناطق آمنة بعد تنفيذ وقفِ إطلاق النار.

وبدورها انتقدت الرئاسة الفرنسية الاتفاق، معتبرةً أنّه لا يزال هشاً ويتضمّن نقاطاً غامضةً، وذلك في بيان للإليزيه في 6 من آذار الحالي، حيث أشار البيان إلى أنّ “الاتفاق الروسي – التركي أنتجَ وقفًا لإطلاق النار لكنّه لم يترسّخْ جيداً بعد، إذ أنّه رغم خفض التصعيد العسكري، لا تزال التحرّكات الميدانية مستمرّة”.

ولفت البيان إلى وجود عددٍ من النقاط الغامضة في الاتفاق، والمسائل التي يصعب التعاملُ معها، بما في ذلك، الانسحاب من الطريقين الدوليين (M4) و(M5)، والحديث عن دعم سياسي وإنساني لا وضوح بشأن ترتيباته.

في حين اقترحت عدّةُ دول أوروبية تعديلات على نصِ القرار الذي طرحته روسيا، في حين رفضت موسكو من جانبها الدخول في مفاوضات طويلة حوله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى