مبادرةٌ روسيةٌ حولَ اللاجئينَ السوريينَ تتسبُبُ بانقسامٍ سياسيٍّ جديدٍ في لبنانَ
شهدت الساحة اللبنانية انقساماً في المواقف السياسية بين مؤيّد ومعارض لمشاركة لبنان بوفد رسمي في مؤتمر عودة اللاجئين السوريين المقرّر عقدُه في دمشق يومي 11 و12 من تشرين الثاني الحالي، تحت رعاية روسية.
حيث لم يعلن لبنان موقفه رسمياً من المشاركة في المؤتمر، إلا أنّ مسؤولين محسوبين على ميليشيا “حزب الله” اللبناني وأنصاره دعوا إلى ضرورة مشاركة لبنان بوفد رسمي رفيع المستوى في المؤتمر، فيما طالبت شخصيات على الطرف المقابل بالمقاطعة.
وقال نائب رئيس مجلس النواب اللبناني “إيلي فرزلي” المقرّب من ميليشيا “حزب الله” ومن نظام الأسد إنّ “للبنان مصلحة استراتيجية بالمشاركة في المؤتمر”، مضيفاً بأنّ “اللاجئين السوريين في لبنان أصبحوا يشكّلون عبئاً حقيقياً على الواقع في لبنان اقتصادياً واجتماعياً وأمنياً، وأنّ الطريق الصحيح لعودتهم هو هذا المؤتمر”.
ومن جهته، قال “نوار الساحلي” مسؤول ملفّ اللاجئين في ميليشيا “حزب الله”: “نحن مع أيِّ مبادرة تسرّع عودة النازحين الى بلد النزوح، وبالتالي إذا كانت المبادرة الروسية تعمل على هذا الأساس وتساعد الدول التي تستضيف عدداً كبيراً من النازحين كـ لبنان للعودة الى سوريا، وطبعاً بالتنسيق مع الدولة السورية، فنحن مع هذا الأمر بالمطلق”.
فيما أعلن مدير عام الأمن اللبناني، اللواء “عباس إبراهيم” أنّ “المؤتمر على المستوى اللبناني بحاجة إلى قرار سياسي” مضيفاً بأنّه “لن يلتقي من سيشارك في المؤتمر ولا الملفّ الذي سيطرح”.
وبالمقابل، ذكر موقع “النشرة” اللبناني أنّ قطباً وزارياً نقل لشخصيات وزارية وسياسية لبنانية رغبة السفيرة الأمريكية في بيروت “دوروثي شيا” بعدم التجاوب مع المبادرة الروسية، والامتناع عن المشاركة والحضور في المؤتمر الروسي لعودة اللاجئين السوريين”.
وكانت الولايات المتحدة قد دعت إلى مقاطعة دولية للمؤتمر الروسي في اجتماع لمجلس الأمن الدولي والذي جرى عبْرَ الإنترنت يوم الثلاثاء الماضي.
وبدورها رجّحت مصادر مقرّبة من ميليشيا “حزب الله” اللبناني أنّ يشارك لبنان في المؤتمر، ولكن مستوى التمثيل قد يكون منخفضاً.