مبعوث “ترامب” الخاص يكشف ما أبلغتهم به موسكو بخصوص العملية العسكرية في إدلب

في حديثٍ خاص له مع صحيفة “الشرق الأوسط” أكّد المبعوث الأمريكي في التحالف الدولي ضد “داعش” والخاص في الملف السوري “جيمس جيفري” أنّ “موسكو أبلغت واشنطن أنّ الهجوم على إدلب سيكون محدوداً.

موضّحاً أنّ ذلك يأتي لوقف استهداف “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقاً) لقاعدة حميميم الروسية قرب مدينة اللاذقية، ولافتاً بذات الوقت إلى أنّ الإدارة الأمريكية ستصعّد الضغط، إذا استمرّ الهجوم العسكري على شمال غربي سوريا لفترة أطول.

مضيفاً بقوله: “إلى الآن فإنّ العملية المحدودة بحسب ما أبلغت به موسكو كانت قد قتلت أكثر من مئة شخص من المدنيين ودفعت عشرات آلاف النازحين، وبالتالي فإنّه من المفروض أن تتوقف حالياً، فلا يمكننا تقدير في هكذا صورة معقّدة ما تريده روسيا أو نظام الأسد”، وفق تعبيره.

كما أشار “جيفري” قائلاً: “الأمر المؤكّد أنّ نظام الأسد قال بوضوح إنّه لا يريد اتفاق سوتشي ووقف النار، ويريد أخذ إدلب، ولم نرَ انخراطاً روسياً كاملاً سابقاً سوى بعض القصف، حيث يبدو الآن أنّ الصورة مختلفة”.

ولفت “جيفري” بقوله: “نحن على تواصل مع الروس والأتراك والمعارضة حول الوضع في إدلب، وقلنا بوضوح لكلّ الأطراف إنّنا نريد وقف هذا الهجوم، كما قال الرئيس ترامب في أيلول الماضي: إنّ هجوماً شاملاً على إدلب سيكون عملاً متهوراً، ونعارضه بشدّة، ليس فقط لأنّنا قلقون من استعمال السلاح الكيماوي، بل لأنّ الهجوم سيؤدي إلى تدفق اللاجئين والنازحين، كما سيؤدي إلى انتشار بعض المتطرفين من إدلب إلى مناطق أخرى”

مكملاً حديثه بالقول: “بالمعنى الجيوستراتيجي يعني أنّ نظام الأسد والروس متمسكون بالحلّ العسكري، وليس الحلّ السياسي، وهذا يعقّد الحل السياسي بموجب القرار 2254 الذي لم ينفّذ بسبب نظام الأسد وداعميه، ونرى هذا من وجهة نظرنا أنّه كارثة حقيقية”.

يشار إلى أنّ محافظة إدلب تشهد منذ 11 يوماً هجوماً بريّاً وجويّاً كثيفاً من قبل قوات الأسد بدعمٍ من الاحتلال الروسي بهدف السيطرة عليها، حيث حققت تلك القوات خلال الأيام الماضية تقدماً ملحوظاً في ريف حماة الشمالي، إذ سيطرت على مدينة كفرنبودة، بالإضافة إلى مدينة قلعة المضيق وقرى الكركات وتل هواش والشيخ إدريس في ريف حماة الغربي.

أما بالنسبة إلى “المنطقة الأمنية” على الحدود الشمالية السورية، ورداً على سؤال: “هل صحيح أنكم اتفقتم مع تركيا على المبادئ لكن لم يتمّ الاتفاق على حدود المنطقة؟”.

حيث قال “جيفري”: “لا أريد الخوض في تفاصيل دبلوماسية، ولكن أقول إنّ المنطقة ستكون على طول الحدود التركية – السورية شرق الفرات، ولم نتفق بعد حول عمق المنطقة.

متابعاً قوله: “لدينا رأينا ولتركيا رأيها وأعلنت ذلك، لا نزال نتحدث كيف سنوفر الأمن والحضور التركي والأمريكي في المنطقة، وهذه الأمور نتفاوض عليها وحققنا الكثير من التقدم ونريد تحقيق المزيد، ونريد المضي سريعاً إلى اتفاق نهائي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى