متحدثاً عن أخطاءِ واشنطنَ وإيجابياتِ موسكو.. قائدُ “قسد” ينفي وجودَ اتفاقٍ لتسليمِ تلِّ تمرٍ وعينِ عيسى للنظامِ أو روسيا

أكّد القائد العام لميليشيات “قسد” بأنّ العملية العسكرية التركية على شمالي سوريا قد تمّت بضوء أخضر أمريكي وبقرار من الرئيس “دونالد ترامب”، متحدّثاً عن غموض الاستراتيجية الأمريكية والجهود الإيجابية لروسيا في تقريب وجهات النظر بين الإدارة الذاتية ونظام الأسد.

وقال “مظلوم عبدي” في مقابلة مع قناة “العربية”: إنّه “لا توجد استراتيجية واضحة لدى واشنطن بخصوص سوريا”، مضيفاً بقوله: “لقد فهمنا ذلك تماماً، بل إنّها لا تفكر حتى بمصالحها المستقبلية وهذا خطأ كبير، ويجب تجاوزه، ويجب أنْ يكونَ لدى أمريكا مشروع كباقي القوى الدولية ومع ذلك وجودها الحالي مفيد”.

وأوضح “مظلوم عبدي” بالقول: “لقد انسحب الأمريكيون من قاعدتين تحميان تل أبيض ورأس العين والمناطق الواقعة بينهما، وتمّ فتحُ المجال الجويّ أمام الطائرات التركية، وأبلغنا من الأمريكيين أنفسهم أنّ هذه هي تعليمات ترامب، وأنّ تركيا ستهاجم”.

وعن سبب تمسّكهم بالوجود الأمريكي في بعض المناطق السورية، تحدّث “عبدي” عن “ضرورة وجود توازن بين القوى الدولية حتى تحقيق الحلّ السياسي”، قائلاً: إنّ “المشكلة السورية مسألة دولية وحلّها أيضاً يجب أنْ يكونَ دولياً، ولم نرغبْ في أنْ ينسحبَ الأمريكيون نهائياً من سوريا حتى نصلَ إلى حلٍّ نهائي”.

وأوضح “مظلوم عبدي” بأنّ “الحوار مع النظام مستمرٌ، وأنّ روسيا تريد أنْ تصلَ مع نظام الأسد إلى حلٍّ وسط”، ولكنه أقرّ بأنّ “الهوة ما زالت كبيرة بين قسد ونظام الأسد، مضيفاً بقوله: “نحن ننظر إلى الموقف الروسي بإيجابية، وهم يعملون معنا ومدركون أنّ وجودَ قسد داخل منظومة الجيش النظامي سيمنحها القوةَ، ومواقف الخارجية ولافروف إيجابية، وننظر لها بإيجابية وسنبدي مرونةً في التعامل مع الروس، وبمساعدة روسيا ولأجل سوريا يمكننا أنْ نجدَ حلاً وسطاً”.

وأردف “مظلوم عبدي” قائلاً: “بالخط العريض نحن نطالب باللامركزية السياسية، الطريقة التي نديرُ بها حالياً الإدارة الذاتية منذ 8 أعوام، وهو أمر قائم على أرض الواقع وهو مشروع أثبت نجاحه على مستوى سوريا ويجب الاعترافُ بها رسمياً، في المقابل سنحافظ على وحدة سوريا ونعترف ونقبل بسيادتها بحدودها وعاصمتها ودستورها المستقبلي، ما لا نقبل به أنْ نعودَ إلى ما قبل عام 2011 وكأن شيئاً لم يحدثْ”، وفقاً لزعمه.

وأكّد مظلوم عبدي” على أنّ “قسد كانت ولا تزال جزءاً من المنظومة الدفاعية السورية ودافعت عن التراب السوري، وكانت لها استقلاليتها وفي حال أقِرَّ دستورٌ جديدٌ ستكون جزءاً من الجيش النظامي، ولكنْ في التفاصيل نحن نناقش مع نظام الأسد مستقبل هذه القوات ووجهات نظرنا المختلفة”، على حدّ قوله.

كما أعلن “مظلوم عبدي” أنّ “بلدتي تل تمر وعين عيسى لن يتمّ تسليمُهما إلى نظام الأسد أو القوات الروسية، وبأنّهما ستبقيان تحت سيطرة قسد بالإضافة إلى الطريق الدولي (إم 4)، وفقاً لكلِّ الاتفاقيات الموقّعة بين الأطراف المختلفة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى