محافظةُ درعا.. توثيقُ مقتلِ واختطافِ العشراتِ من ابنائِها خلالَ الشهرِ الماضي
شهدت محافظة درعا شهر آب الماضي، تزايدًا ملحوظًا في عمليات الاعتقال والخطف بحقِّ أبناء المحافظة ، مقارنة بشهر تمّوز الماضي، في حين تستمر عمليات الاغتيال الممنهجة التي تستهدف أبناءَ المحافظة.
حيث سجل مكتب توثيق الانتهاكات في تجمّع أحرار حوران، خلال شهر آب الفائت، 31 حالة اعتقال، نفّذتها قوات الأسد بحقّ أبناء محافظة درعا، أُفرج عن 3 منهم خلال الشهر ذاته.
وتجري عملية توثيق وتدقيق المعتقلين بشكلٍ مستمرٍّ من قِبل مكتب التوثيق، إذ أنّ أعداد المعتقلين الفعليّة تعتبر أكبرَ من الرقم الموثّق لدى المكتب، نظراً لامتناع أعداد من أهالي المعتقلين بدرعا عن الإدلاء بمعلومات عن أبنائهم لتخوّفات أمنيّة وذلك بسبب القبضة الأمنية التي تُحكمها مخابرات نظام الأسد في عددٍ من مدن وبلدات المحافظة، وفْقَ (أبو المجد) مدير مكتب توثيق الانتهاكات في التجمّع.
ووثّق المكتب 11 حالة اختطاف بمحافظة درعا، أفرج عن شخصٍ واحدٍ، في حين قُتل 3 بعدَ اختطافهم، ولايزال مصير 7 مختطفين بينهم سيّدة مجهولاً حتى اليوم.
وأحصى التجمّع 4 نقاط احتجاج سلميّة في كلٍّ من درعا البلد ومخيم درعا والسهوة وصيدا، خلال شهر آب، تندّد بسياسة الأجهزة الأمنية التابعة لنظام الأسد بمحافظة درعا، وتطالب بالإفراج عن المعتقلين من سجون النظام ورفع القبضة الأمنية التي تحكمها مخابرات النظام على رقاب الأهالي من خلال استمرار قوات الأسد بنصب الحواجز العسكرية بين المدن والبلدات، وتعزيزها بالعناصر والآليات المتوسطة والثقيلة، في محاولة لقطع أوصال المناطق عن بعضها البعض وتضييق الخناق عليها أكثر.
ووثّق تجمّع أحرار حوران 14 شهيدًا بينهم 5 أطفال، من أبناء محافظة درعا خلال شهر آب، ثمانية أشخاص قضوا بواسطة إطلاق نار، وأربعة أشخاص بواسطة ألغام أرضية، واثنين تحت التعذيب في معتقلات النظام.
وفي التفاصيل أحصى مكتبُ التوثيق استشهاد 8 مدنيين بينهم 4 أطفال، بحوادث إطلاق نار متفرّقة في المحافظة.
كما سجّل المكتب استشهاد 4 مدنيين بانفجار ألغام أرضية بهم أثناء محاولتهم العبور إلى مناطق سيطرة فصائل المعارضة بريف حلب.
فيما وثّق المكتب شهيدين اثنين تحت التعذيب من أبناء محافظة درعا في معتقلات نظام الأسد، أحدهما طبيب اعتُقل قبل نحو شهر من استشهاده.
وتمكّن التجمّع خلال شهر آب من توثيق 11 قتيلًا في محافظة درعا، بينهم 7 من قوات الأسد.
وحول تفصيل القتلى، فقد وثّق التجمّع ثلاث حالات جرم جنائي، نتيجة خلافات عائلية في المحافظة.
في حين قُتل ضابطان و 4 عناصر من قوات الأسد بحوادث استهداف من قِبل مجهولين في المحافظة، كما قُتل ملازم من أبناء المحافظة بانفجار عبوة ناسفة إلى جانب عددٍ من قوات الأسد خارج المحافظة.
كما وثّق التجمع مقتل شاب من درعا في تفجير مرفأ بيروت في لبنان.
وشهدت محافظة درعا خلال شهر آب استمراراً في عمليات ومحاولات الاغتيال، طالت مدنيين ومقاتلين سابقين في فصائل المعارضة، من بينهم متعاونون مع نظام الأسد.
ووثّق تجمع أحرار حوران 25 عملية ومحاولة اغتيال في محافظة درعا، أسفرت عن مقتل 25 شخصًا وإصابة 19 آخرين بجروح متفاوتة.
ووفْقَ مكتب التوثيق فإنّ 17 مدنياً قضوا جرّاء عمليات الاغتيال من بينهم 3 مُتّهمين بتعاونهم مع مخابرات النظام، في حين سجّل المكتب مقتل 7 عناصر سابقين في فصائل المعارضة من بينهم 5 لم ينخرطوا ضمن تشكيلات عسكرية تابعة للنظام عقبَ دخول المحافظة بـ”اتفاق التسوية”، بالإضافة لتوثيق مقتلِ عنصرٍ سابق في تنظيم داعش.
إحصائية الاغتيالات في محافظة درعا خلال شهر آب/أغسطس 2020
وبحسب المكتب فإنّ عمليات ومحاولات الاغتيال التي تمّ توثيقُها خلال الشهر الفائت تمّت بواسطة “إطلاق النار” بين أسلحة رشاشة روسية “كلاشنكوف”، وعمليات بواسطة “عبوات ناسفة”.
ولم تتبنَ أيُّ جهة مسؤوليتها عن معظم عمليات الاغتيال التي حدثت في محافظة درعا، خلال شهر آب المنصرم، في حين يتّهم أهالي وناشطو المحافظة مخابرات نظام الأسد والميليشيات الموالية لها من خلال تجنيدها لميليشيات محلّية من أبناء المحافظة نفسها، بالوقوف خلفَ كثيرٍ من عمليات الاغتيال التي تحدث في المنطقة والتي تطال في غالب الأحيان معارضين لنظام الأسد ومشروع التمدد الإيراني في المنطقة، ويُراد منها إيقاعُ أبناء المحافظة ببعضهم البعض.