محتجزونَ سوريونَ ينفّذونَ إضراباً عن الطعامِ في قبرصَ
استمر تسعة شبان سوريون لليوم الثالث على التوالي بتنفيذ إضراب مفتوح عن الطعام احتجاجاً على احتجازهم من قِبل السلطات القبرصية في مركز “منويا” بحجّة تشكيلهم خطراً على الأمن القومي لها رغم طلبهم اللجوء على أراضيها.
وقال الشاب السوري (ب. ع) “فضّل عدم ذكر اسمه لوجود عائلته بمناطق سيطرة النظام” إنّه كان يعمل كحارس في مشفى خاص في المعبر الحدودي ضمن محافظة القنيطرة جنوب سوريا قبلَ وصوله إلى قبرص اليونانية في الثامن من شهر شباط الماضي عبْرَ الأراضي التركية ثم الشق التركي من قبرص.
وأضاف اللاجئ السوري في حديث لـ”أورينت نت” عبْرَ الهاتف, أنّ السلطات القبرصية حاولت إعادته ومن معه إلى قبرص التركية بعد وصوله إلى أحد مراكز الشرطة، لكنّهم أصرّوا عل البقاء وتقديم اللجوء، فتمّ إحالتهم إلى أحد مراكز اللجوء داخل قبرص بغية إتمام إجراءات اللجوء, مبيّناً أنّ القبارصة صادروا هواتفهم خلال المقابلة الأولى بعد طلبهم اللجوء ثم اعتبرتهم مجموعة تهدّد الأمن القومي أحالتهم إلى المحكمة بسبب عثورها بالهواتف على صور لهم وهم يحملون سلاحاً.
وخلال التحقيقات أصرّ المحقّقون على وجوب اعتراف هؤلاء الشبان بأنهم كانوا ينتمون لتنظيم مسلّح شارك بالقتال داخل سوريا، الأمر الذي رفضوه تماماً مشدّدين على عملهم في حماية منشأة تقدّم خدمات إنسانية بحتة لكنّهم مازالوا يتلقون معاملة سيئة وكأنّهم معتقلون ، وفق الشاب.
الشبّان وبينهم مصري، وكّلوا محاميين للدفاع عنهم وكان قرارالمحكمة يقول بأنّ الاحتجاز “قانوني” والحجّة هي تهديد الأمن القومي، بينما المعلومات حول القضايا سرية ولا يسمح للمتهمين ولا للمحاميين الاطلاع عليها، فالمحامي يرافع عن المتّهم بقضية لا يملك ملابساتها..
وحمل المضربون عن الطعام في بيان يوم الأربعاء الماضي الدولة القبرصية والجهة التي أمرت باحتجازهم المسؤولية عن حياتهم، لأنّها استندت إلى تقارير قد يكون مصدرها نظام الأسد، وهو الذي يفرّون من بطشه خارج بلادهم.
وأعلن المحتجزون في مركز “منويا” أنّهم شرعوا بالوصول بطريقة غير شرعية منذ سنة إلى قبرص اليونانية بسبب ظروف الحرب القاسية المستمرة في سوريا منذ 9 سنوات، وتقدّموا بطلبات لجوء فيها، حيث تمّ التحقيق معهم ونقلوا إلى الحجز بفترات مختلفة بحجّة وجود أسمائهم في قوائم المطلوبين وأنّهم يشكّلون خطراً على أمن قبرص القومي.