محكمةٌ بلجيكيةٌ تصدرُ حكماً على دبلوماسيٍّ إيرانيٍّ إرهابيٍّ
أصدرت محكمة بلجيكية،يوم أمس الخميس، حكمها النهائي بحقِّ الدبلوماسي الإيراني أسد الله الأسدي، كان ذلك إدانته بالتخطيط لهجوم ضدَّ معارضين خلال مؤتمرٍ لهم في فرنسا عام 2018.
حيث حكمتْ محكمة “انتويرب” البلجيكية بالسجن 20 عاماً على أسد الله أسدي، كما حكمتْ بالسجن على نسيم نعمي مدّة 18 عاماً، وأمير سعدوني مدّة 15 عاماً، وعلى مهرداد عارفاني 17عاماً.
وبحسب الحكمِ فإنَّ “جميع المتورّطين كانوا يعلمون بالوضوح التام بأنَّ الهدف من الانفجار (المخطّط) هو قتلُ المشاركين في المؤتمر والهدف الرئيسي هو مريم رجوي”، وأشارتْ المحكمة إلى أنَّ “أسدي أمرَ منفذي عملية التفجير، إذا لم يكن بإمكانكم زرعُ القنبلة فقوموا برميها داخل جمهور المشاركين”.
وقال محمد محدثين رئيس لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، بأنّه”لا شكَّ في أنَّ وزارة الخارجية للنظام الإيراني وخاصة جواد ظريف وزير الخارجية الذي يدّعي بأنَّه اعتدالي وراء هذه العملية الإرهابية ويجب محاكمته”.
كما اعتبرت زعيمة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، مريم رجوي، محاكمة أسدي في بلجيكا، بأنّها حادثة “تاريخية لأنَّ النظام بأكمله موجود في قفص الاتهام”.
وصرّحت في كلمة لها يوم أمس الخميس، بأنَّ محاكمة أسدي “هزيمة سياسية لنظام الملالي وفضيحة كبرى له”، مشيرةً إلى أنَّ إرهاب إيران لا ينفصل عن سياسيات القمع التي يمارسها داخل إيران ولا برنامجه النووي”.
ونوهت زلى أنَّ محاكمة “نظام الملالي في بلجيكا خطوة مهمّة للغاية، لكن يجب أنْ تستمرَّ هذه الخطوة حتى يتمَّ تفكيكُ آلة النظام الإرهابية كاملة”، داعيةُ إلى محاكمة جواد ظريف بسبب وقوفه وراء التخطيط.
وتعتبر هذه هي المرّة الأولى التي تدينُ فيها محكمة أوروبية لدبلوماسي إيراني، وثلاثة عملاء لمخابرات النظام الإيراني، وقد يؤدّي إلى إحداث تغيير في العلاقات بين إيران والاتحاد الأوروبي.
يُذكر أنَّ القضية أثارت توتّراً بين إيران ودول أوروبية عدّة، وسط اتهام فرنسي للاستخبارات الإيرانية بأنَّها وراء المخطّط وهو ما تنفيه طهران.
واعتقلت الشرطة البلجيكية الزوجين من أصول إيرانية (نسيمة نعماني وأمير سعدوني) وهما في طريقهما إلى فرنسا وبحوزتهما 500 غرام من مادة (بروكسيد الأسيتون) المتفجّرة وصاعق في سيارتهما، بعد يومين على تسلّمهما قنبلةً أخرى من قبل الأسدي في لوكسمبورغ، بهدف تنفيذ التفجير أثناء التجمّع الأكبر للمعارضة الإيرانية في 30 من حزيران 2018، حيث اعتبرت السلطات البلجيكية أنّ كشفَ المخطّطِ جنّبَ باريسَ “حمام دم”.
الجدير بالذكر أنَّ الأسدي يعتبر حلقة الوصل مع جميع الخلايا الإيرانية المنتشرة في أوروبا، وهو ما كشفته وثائق ألمانية بالاستناد إلى كتيّب عثر عليه في سيارته عقبَ القبض عليه، الكتيب يحتوي خطّةً لتفجير “فيلبينت” في فرنسا، إضافة لكشف مخطّطٍ يوضّح جميعَ رحلاته المكوكية في أوروبا والأموال التي قدّمها للعملاء الإيرانيين في تلك المهمّات.
كما أنَّ تلك الوثائق تؤكّد قيامه بنحو 289 زيارة لمختلف دول أوروبا بما فيها فرنسا والنمسا والتشيك والمجر وهولندا وإيطاليا وبلجيكا وجمهورية التشيك، فضلاً عن 144 إشارة عن أماكن في ألمانيا.