مخاوفٌ من تسويةٍ إقليميةٍ تمنحُ ميليشيا حزبِ اللهِ اللبناني دوراً أكبراً
في إطار السيناريوهات التي رافقت استقالةً حكومة “حسان دياب” عقبً الانفجار الذي حصل في مرفأ العاصمة اللبنانية بيروت، يتخوّف مراقبون من تسوية إقليمية قد تلوح في الأفق، تهدف إلى خروج ميليشيا “حزب الله” من سوريا والمنطقة وعودته إلى لبنان بدور أكبر.
ويتزامن ذلك مع الحديث عن قرب الانتهاء من ملفّ ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، في حين تعلو تخوفات من أنْ يكونَ هدف ميليشيا حزب الله بعد انسحابه من سوريا، هو “إحداث دور أكبر بلبنان”.
ويرى مراقبون آخرون أنّ عودة ميليشيا حزب الله اللبناني إلى الداخل يجب أنْ تكونَ في إطار دور مشابه لباقي القوى السياسية الأخرى، لا ليتمدّد أكثر في البلاد.
وقد صرّح الكاتب الصحفي قاسم قصير (مقرّب من ميليشيا حزب الله اللبناني) لوكالة الأناضول التركية عن “احتمال عقد تسوية تجعل حزب الله يعود إلى الداخل اللبناني مقابل أن يكون له دور أكبر في النظام السياسي”.
وبدوره استبعد الكاتب الصحفي اللبناني “جوني منير”، أنْ يكونَ هناك نيّة لتحجيم ميليشيا حزب الله اللبناني سياسياً داخل لبنان، مستدركاً بالقول: “أما إقليميا فنعمَ، خاصة في قضية ترسيم الحدود البحريّة والبريّة (مع إسرائيل) والتي تعتبر مسألة مهمة، بالإضافة إلى تطبيق قانون (عقوبات) قيصر الأمريكي (ضدّ نظام الأسد)”.
وفي حال حدث ذلك، برأي “منير”، فإنّ سلاح ميليشيا حزب الله الذي يقاتل إلى جانب نظام الأسد، لن يعودَ له دور كبير إقليمياً، لافتاً إلى مشروع كبير يُحضر، لكنه لم يوضّحه، إلا أنّه أفصح عن مخاوفه من أنْ يكون لميليشيا حزب الله بديلاً سياسياً، ولكنّه أكّد أنّ الحكومة الجديدة التي يتمّ تشكيلها الآن لن تكونَ خارج موافقته.
وفي 4 آب الجاري قضت بيروت ليلة دامية جرّاء انفجار ضخمٍ في مرفأ المدينة، خلّفَ 171 قتيلا وأكثر من 6 آلاف جريح وعشرات المفقودين، بجانب دمار مادي هائل، وبخسائر تُقدر بنحو 15 مليار دولار، وفقاً لأرقام رسمية غيرِ نهائية.