مخاوفُ من موجةِ نزوحٍ جديدةٍ متزامنةٍ مع التصعيدِ الخطيرِ على الشمالِ المحرَّرِ

صعّدت قواتٌ الأسد قصفَها على قرى جبل الزاوية بريف إدلبَ الجنوبي وسهل الغاب، خلالَ الأيام الماضية، مستهدفةً الأحياء السكنية والأراضي الزراعية بالتزامن مع عودة جزئية للمدنيين لجني محاصيلهم، ما أدَّى لسقوط ضحايا بينهم أطفال.

يأتي ذلك في وقتٍ يسعى فيه الاحتلال الروسي ونظام الأسد لمنع إدخالِ المساعدات عبْرَ الحدود، الأمر الذي ينذر بكارثة إنسانية باتت تلوح بالأفق وعقابٍ جماعي لأكثرَ من 4 ملايين مدنيٍّ في شمال غربي سوريا، وفقاً لتقرير نشرته منظمةُ “الدفاع المدني السوري”.

وقالت المنظمة إنَّ قوات الأسد استهدفت أمس الثلاثاء 8 حزيران، قرية أبلين ما أدّى لاستشهاد طفلٍ وإصابة اثنين آخرين من عائلة واحدة، كما شهدت قرى بلشون والبارة وبليون قصفاً مماثلاً دون وقوعِ إصابات.

وأوضحت أنَّه خلال الأيام الثلاثة الماضية أدّى القصف المستمرُّ على قرى وبلدات جبل الزاوية لاستشهاد شخصٍ في بلدة بليون وآخر في قرية بلشون و 7 إصابات بينهم طفلة.

وفي سهل الغاب بريف حماةَ لم يكن المشهدُ مختلفاً، وفقاً لـ”الدفاع المدني”، حيث تعمّدت قوات الأسد مع موسم الحصاد قصفها الأراضيً الزراعية المحيطة بقرى الزيارة والمشيك وزيزون.

ما أدًّى لحرائق ضخمة، وخسارة أكثر من 800 دونم أغلبها من محصول القمح، في ظلِّ صعوبة كبيرة في الوصول لجميع النقاط وإخمادها كونَها منطقةً مكشوفةً على قوات الأسد.

وأشارت “الخوذ البيضاء” إلى أنَّ التصعيد يأتي بالتزامن مع موسم قطاف الأشجار المثمرة ما يحرم المدنيين من جني محاصيلهم ومحاربتهم بلقمة عيشهم حيث يعتبر موسمُ الكرز والمحلب مورد أساسي للأهالي في المنطقة، إضافةً لمحصول القمح غذاء السكان الرئيسي.

كما يتزامن تصعيد قوات الأسد أيضاً مع بدءِ امتحانات الشهادتين الإعدادية والثانوية في المراكز الامتحانية القريبة من القرى المستهدفة ما يشكّل تهديداً خطيراً على سيرها وحرمان عددٍ كبير من الطلاب من متابعتها وخسارة عامٍ دراسي كامل.

وأكَّد “الدفاع المدني” أنَّ قوات الأسد مستمرّةٌ منذ بداية اتفاق وقفِ إطلاق النار في 5 آذار 2020 بالخروقات والتصعيد، موثقاً أكثرَ من 525 هجوماً من قِبل قوات الأسد والاحتلال الروسي، وذلك منذ بداية 2021 حتى يوم الاثنين 7 حزيران.

وتسبَّبت هذا الهجماتُ باستشهاد 58 شخصاً بينهم 12 طفلاً و9 نساء، فيما أصيب أكثرُ من 155 شخصاً بينهم 7 أطفال، وتركّزت تلك الهجمات على منازل المدنيين والحقول الزراعية وعددٍ من المنشآت الحيوية.

وتخوّفت “الخوذ البيضاء” من موجة نزوح جديدة عن عشرات القرى في جبل الزاوية وسهل الغاب في ظلِّ استمرار التصعيد، نحو مخيّمات الشمال المهدَّدة أساساً بكارثة إنسانية.

ذلك مع اقتراب موعد التصويت في مجلس الأمن حول آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبْرَ الحدود واحتمالية استخدام الاحتلال الروسي حقَّ النقض “الفيتو” لإيقاف إدخالها من معبرِ باب الهوى الحدودي الذي يشكّل شريان الحياة الوحيد لمناطق شمال غرب سوريا.

واعتبر “الدفاع المدني” أنَّ ما يقوم به نظام الأسد والاحتلال الروسي من قصفٍ للمدنيين وعقابٍ جماعي بمحاولة منعِ إدخال المساعدات هو تحدٍ صارخٍ للإنسانية وللقانون الدولي الإنساني.

مشيراً إلى الحلِّ طويل الأمد للأزمة الإنسانية في سوريا هو التوافق على حلٍّ سياسي وفقَ قرار مجلس الأمن 2254، مطالباً المجتمعَ الدولي بالوقوف إلى جانب السوريين ومحاسبة نظام الأسد على جرائمه.

كما طالبت “الخوذ البيضاء” أنْ يكونَ الحلُّ السياسي في سوريا على رأس أولويات المجتمع الدولي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى