مرصدٌ حقوقيٌّ يدعو لمحاسبةِ الأسدِ عن انتهاكاتِه الوحشيةِ ومقابرِ المعتقلينِ الجماعيّةِ

دعا المرصدُ الأورومتوسطي لحقوق الإنسان المجتمعَ الدولي إلى تفعيل أدوات الضغط والمساءلة المشروعة في سوريا لمحاسبة نظامِ المجرم بشار الأسد عن انتهاكاته الوحشية لحقوق الإنسان، في ضوءِ الكشف عن مواقعَ لمقابرَ جماعيّة تضمُّ رفاتِ آلاف الأشخاص ممن قضوا على يدِ قوات الأسد.

وقال المرصد الأورومتوسطي إنّ التحقيقَ الصحافي الذي نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، وحدّدت فيه موقعين لمقبرتين سريتين تضمُّ كلُّ واحدة منهما رفاتِ آلاف الضحايا الذين قُتلوا على يد قوات الأسد، دليلٌ آخرُ يُضاف إلى قائمة طويلة من الجرائم التي ارتُكبت ضدَّ السوريين، بمن فيهم معتقلون قضوا تحت التعذيب في السجون الحكومية.

وقال مديرُ العمليات في المرصد الأورومتوسطي “أنس جرجاوي”: إنّ الكشفَ عن تفاصيل مقبرتين جماعيتين دفنتْ فيهما قواتُ الأسد آلافًا من الأبرياء ينبغي أنْ يشكّلَ دافعًا قويًا لإطلاق جهود دولية جادةٍ ومنسّقةٍ لمحاسبة المسؤولين السوريين على جرائم الحرب التي ارتكبت ضدَّ المدنيين منذ عام 2011.

وأضاف: “إنّ هذا الكشفَ المهمَّ يفضح جزءًا بسيطًا من الأعمال الوحشية التي نفّذتها قواتُ الأسد ضدَّ المدنيين والمعارضين ومعتقلي الرأي، إذ تشيرُ التقديراتُ إلى وجود عددٍ كبيرٍ من المقابر الجماعية الأخرى التي تحوي جثثَ آلافٍ من الضحايا ممن قتلوا بطرقٍ بشعة وصلت في بعض الأحيان إلى الحرق أحياء، لمجرّد انخراطِهم في نشاطات معارضة للنظام”.

وأكّد المرصد الأورومتوسطي أنّ هذه الأفعالَ لا ينبغي التسامحَ مع مرتكبيها أو الاستمرار في دعمِ شرعيتهم بأيِّ شكلٍ من الأشكال، إذ ما يزال بمقدور المجتمع الدولي استخدام العديد من الأدوات الفعّالة للضغط على المسؤولين السوريين لوقفِ انتهاكاتهم أولًا، ومن ثم محاسبتِهم على جميع الفظائع التي كانوا جزءًا منها خلال أكثرَ من 11 سنة من النزاع في البلاد.

وأضاف أنَّ على المجتمع الدولي أنْ يتصرّفَ بحماس متساوٍ مع جميع القضايا الإنسانية حول العالم، وأنْ يبرزَ ذات الدعم والتعاطف والتضامن مع المضطهدين بغضِّ النظر عن عرقهم أو ديانتهم أو لونهم أو ثقافتهم، ودون اعتبارٍ للمصالح السياسية، إذ غالبًا ما يفقد الضحايا الأبرياء أرواحَهم دون أنْ يكونوا على دراية بالأسباب التي قضوا لأجلها.

وأشار إلى ضرورةِ البناء على المحاكمة التاريخية للضابط السوري “أنور رسلان” في ألمانيا في كانون ثاني 2022، والتي انتهتْ بإدانته بالسجن مدى الحياة، ورفعِ قضايا جديدة بحقِّ جميع المسؤولين السياسيين والأمنيين والعسكريين السوريين المتورّطين في الجرائم التي ارتُكبت على مدار السنين الماضية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى