مركزٌ أمريكيٌّ: حاجةُ السوريينَ للمساعداتِ الإنسانيةِ تتصاعدُ .. وتتراجعُ قدرةُ توفيرِها

سلَّط “مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية” الأميركي, في تقرير له, الضوءَ على الظرف الإنساني الصعب الذي تمرُّ به سوريا، وتزايدِ العقبات التي تحول دون الوصول إلى المحتاجين للمساعدات الإنسانية الأساسية.

وأعدَّ التقرير كلٌّ من “بسمة علوش”، وهي مستشار سياسي للمجلس النرويجي لللاجئين في واشنطن، و”علا ماشفج” المساعد الإعلامي للمجلس النرويجي للاجئين في دمشق.

وبحسب تقرير المركز فإنَّ عوائق وصول هذه المساعدات تتعدّد, بدءاً من أعمال العنف التي تمنع عمَّال الإغاثة من الدخول بأمانٍ إلى منطقة ما، وصولاً إلى العقبات البيروقراطية التي تفرضها السلطات المحليَّة فتؤخّر وصولها إلى المناطق المحرومة من الخدمات الأساسية نتيجة تدمير منشآت هذه الخدمات خلال الصراع.

وشدَّد تقرير المركز أنَّه يجب على المجتمع الدولي التحرُّكُ بشكل حاسمٍ لعلاج التباين بين ضعف القدرة على توصيل المساعدات من ناحية وتزايدِ الاحتياجات الإنسانية للسوريين من ناحية أخرى.

ويرى التقرير أنَّ حوالي 8.‏6 ملايين سوري يحتاجون إلى الخدمة التعليمية منهم 5.‏2 مليون طفلٍ خارجَ المدارس، لأنَّ الكثير من المدارس دُمّرت أثناء الصراع، وغالباً ما تكون المدارس المتوفِّرة بعيدة عن مخيّمات إيواء النازحين، وهو ما يعرّض الأطفال للخطر أثناء الذهاب إلى المدارس.

علاوةً على ذلك فإنًّ ملايين النازحين السوريين فقدوا وثائقهم الثبوتية المدنيَّة خلال النزوح أو تمَّت مصادرتها من جانب السلطات المحلية, ثم إنَّ أغلب الأطفال المولودين خلال سنوات النزوح العشر ليس لديهم بطاقات هويَّة ولا شهادات ميلاد تثبت وجودهم. وبدون أوراق الهويّة يواجه السوريون قيوداً على حريّة حرَّكتهم ويحرمون من الخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية.

وترى “بسمة علوش” و”علا ماشفج” في تقريرهما أنَّ تعديل الخدمات الأساسية لكي يسهل الوصول إليها مثل إقامة منشآت تعليمية طارئة، ومكاتب تسجيل متحرِّكة يمكن أنْ يخفّف حدّة احتياجات ملايين النازحين السوريين، لكنَّ هذا الأمر يحتاج إلى موارد مالية إضافية وإرادة سياسية من جانب السلطة المعنية لمنحِ المشرَّدين والنازحين أولوية في الحصول على الخدمات الأساسية.

ويعاني ملايينُ النازحين في شمال شرقي سوريا بشكلٍ خاص من العنف المستمر وأحوال الطقس السيّئ وصعوبة الحصول على السلع الأساسية, ويعتبر غياب الأمن عائقاً أساسياً أمام وصول المساعدات إلى المحتاجين في سوريا.

وفي هذه المناطق تجد العائلات النازحة نفسها عالقةً داخل دائرة الخطر دون أيِّ قدرة على السعي للخروج منها بشكل مستدام، وبناء منشآت بنية تحتية دائمة في شمال شرقي سوريا لا يمثل أولوية حالياً بسبب احتمالات تعرّضها للتدمير مجدّداً في ظلِّ عدم الوصول إلى حلول نهائية للصراع. في الوقت نفسه، فإنَّه بدون بنية تحتية دائمة سيظلّ السوريون يعتمدون الحياة في مخيَّمات الإيواء التي لا تقدِّم أيِّ حماية من الطقس السيئ.

وبحسب التقرير فإنَّ الأسوأ من ذلك، أنًّ أكثر من 80 ألف سوري ينامون في الهواء الطلق أو تحت الشجر دون أيِّ مأوى, وتتوقع المنظمة الدوليَّة للهجرة وفاة الآلاف منهم إذا لم يتمَّ توفير أماكن آمنة لكي يناموا فيها.

ومع عرقلة حركة المساعدات الإنسانية، تشتد معاناة السوريين الذين يتزايد اعتمادهم على هذه المساعدات, وفي العام العاشر للأزمة، لا يزال السوريون في حاجة إلى المساعدات، لأنَّ حجم وطبيعة وحِدة احتياجاتهم تتنامى, لذلك يجب أنْ تكون الاحتياجات الأساسية لملايين السوريين هي الموجِّه والمحرِّك الأساسي لكلِّ الأطراف المعنية بالأزمة للقيام بتحرِّكٍ يحترم المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان من أجل ضمان وصول المساعدات الإنسانية للجميع دون عوائق وتوفير فضاءٍ آمنٍ لحركة هذه المساعدات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى