مركزُ أبحاثٍ: العقوباتُ الاقتصاديةُ على سوريا أدّتْ إلى أثارٍ كارثيّةٍ على الليرةِ السوريةِ

مع بدءِ تطبيقِ العقوبات الأميركية والأوروبية منذُ 2011 أدّتْ إلى آثارٍ متعدّدة على الاقتصاد السوري، إذ تعطّلت آلياتُ عملِ القطاعات الحيوية أبرزُها المصارف، والشركات الصغيرة والمتوسطة، والزراعة، بحسب ماجاء به تقريرٌ لمركز “كارتر ” للأبحاث.

واعتبر التقريرُ، أنّ “العقوبات أدّت إلى كبح نموِّ المصارف الخاصة في سوريا، حتى قبلَ تصنيف هذه المصارف في قائمة العقوبات، فجميعُها مرتبطةٌ بمصارف لبنانية وأردنية خسرتْ علاقتَها مع المصارف الغربية بسبب الامتثال وتجنّب المخاطر”.

وأشار إلى أنّ “المصارف الخليجية الإسلامية والتقليدية سيطرتْ على القطاع المصرفي في سوريا”، مشيراً إلى أنّ “الاقتصاد اعتمد على التحويلات المالية غيرِ الرسمية من بلدان مجاورة أبرزُها لبنان وتركيا، ما جعل المصرفَ المركزي في حالة عجز عن التدخّلِ في حماية سعرِ صرف الليرة مقابل الدولار”.

ولفت إلى نمو شبكات التجارة غيرِ المشروعة التي تسيطر عليها الأجهزةُ الأمنية المسؤولة عن القمع.

وأدّى الحظرُ الأميركي على استيراد سوريا النفطَ من الخارج على اعتماد النظام على الإمدادات النفطية الإيرانية والروسية، إضافةً إلى لجوء جميع الأطراف بينهم المعارضة إلى تهريب النفط من المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم “داعش”، وظهرتْ مشاكلُ في تأمين الوقود للمضخّات، ما أدّى إلى أزمة في تأمين مياه الشرب.

وربط بين الاقتصاد السوري والأزمة اللبنانية، باعتبار أنّ “الأصول العائدة

لأفراد الطبقى

الوسطى ورجالِ الأعمال السوريين فقدتْ في المصارف اللبنانية، بما في ذلك تلك العائدة إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة في سوريا”، إذ لطالما اعتمدت سوريا على الاقتصاد اللبناني.

وأكّد أنّ الأزمة المالية في لبنان انعسكت سلباً على سوريا، حيث تمّ حجزُ حوالى 30 مليار دولار من المدخّرات العائدة الى السوريين من رأس مال الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، ما أدّى إلى مشاكل في نمو الشركات، وتركيز المشاريع على إنتاج الغذاء فقط.

وأشار إلى تراجع إنتاج اللحم والقمح في سوريا، ما أدّى إلى صعوبات كبيرة في تأمين الاحتياجات الخاصة لجهة الأمن الغذائي وتوفّر الخبز.

وذكر أنّ العقوبات ساهمت في توقّفٍ كامل لواردات الأسمدة إلى سوريا، فضلاً عن انخفاض قيمة الفاكهة والخضار إذ لم تعدْ تصدر بنفس الانتظام والكمية.

ولفت التقرير إلى أنّ سوريا فقدتْ بعد العقوبات قدرتها، على إنتاج الأدوية الأساسية وتصديرها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى