مسؤولونَ في مجلسِ النوّابِ والشيوخِ الأمريكي يحثّونَ واشنطنَ على متابعةِ إيصالِ المساعداتِ إلى سوريا عبرَ منفذِ بابِ الهوى الحدودِي
وجَّه رؤساء لجانِ العلاقات الخارجيّة في مجلس النوّاب والشيوخ الأمريكي ، رسالة إلى وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، تطالب بالضغط على روسيا لفتحِ المعابر لإيصال المساعدات إلى سوريا.
حيث أرسل أربعةُ من الأعضاء رسالة، يوم الاثنين ، ترجمها “موقع عنب بلدي المحلي “، نصّت على الضغط على روسيا لتمديد فتحِ معبرِ “باب الهوى” لدخول المساعدات عبرَ الحدود إلى سوريا، والتطبيق الكامل لقانون “قيصر” على النظام السوري.
حيث وقّع على الرسالة كلٌّ من رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، مايكل ماكول (جمهوري من تكساس)، ورئيس مجلس الإدارة، جريجوري دبليو ميكس (ديمقراطي من نيويورك)، وعضو مجلس الشيوخ جيم ريش (جمهوري من ولاية نيويورك)، وبوب مينينديز (ديمقراطي من نيوجيرسي).
واستند الأعضاء في الرسالة إلى عرقلةِ “النظام السوري” عمليةَ تسليمِ المساعدات عبرَ الطرق غيرِ الموثوقة والخطيرة التي يتبعها، وطالبوا بأنْ يتمَّ تجديدُ قرار مجلس الأمن “رقم 2533” وتوسيعُه ليشملَ إعادة فتح معبري “باب السلامة” و”اليعربية”.
مؤكّدين على استعادةِ النطاق الكامل لعمليات المساعدة عبرَ الحدود هو أمر أساسي للتخفيف من المزيد من التدهور في هذه الكارثة الإنسانية، ويساعد في صدِّ جهود “الكرملين” لتقويض قدرة مجلس الأمن الدولي على دعم السلام والأمن الدوليين.
في حين افتتح مجلس الأمن لأوّل مرّة، أربع نقاط عبور حدودية لإيصال المساعدات إلى سوريا وذلك في تموز 2014، ردًا على تعمّدِ النظام السوري منعَ المساعدات للمدنيين الذين يعيشون في مناطق سيطرة المعارضة.
وبيّنتْ الرسالةُ أنَّ 31% من المرافق الطبيّة في شمالِ شرقي سوريا فقط، تلقّت مساعدةً عبرَ الخطوط من دمشق بين كانون الثاني وأيار 2020، في خضمِّ جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، ولم يتمَّ إجراءُ أيِّ عملياتِ تسليمٍ عبر الخطوط، ما زاد الضغط على المعبر الحدودي المتبقّي عندَ “باب الهوى”.
فيما حثَّ الأعضاء في الرسالة “الولاياتِ المتحدة” على العمل مع شركائها للضغط بشكلٍ جماعي على روسيا والصين، حتى لا تستخدما حقَّ “النقض” لإنهاء الإذن بتسليم المساعدات عبرَ الحدود.
وطالبت بالتواصل مع الأعضاء الدائمين والمنتخبين في مجلس الأمن والمنظمات غيرِ الحكومية العاملة في الميدان والشعب السوري، لبناء توافقٍ في الآراء حول الأهمية الحيوية للمساعدة عبرَ الحدود، ما يضمن بقاءَ “الكرملين” والصين معزولين في جهودهما لإغلاق الوصول عبرَ الحدود.
وبحسب الرسالة، تُعدُّ حملةُ روسيا لقطعِ إيصال المساعدات الإنسانية عبرَ الحدود جزءًا من جهدٍ أكبرَ للحفاظ على الوصول إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، وتشجيع المجتمع الدولي على إعادة تأهيلِ النظام السوري، وفتحِ الباب أمام تمويل إعادة الإعمار الذي من شأنه أنْ يرسّخ نظام الأسد في السلطة ويؤمّن لروسيا موطئ قدمٍ استراتيجيًا.
وطالبت من خلالها “الولايات المتحدة” بأنْ تستمرَّ في التأكيد على الانتقال السياسي ووقفِ إطلاقِ النار على النحو المطلوب في قرار مجلس الأمن الدولي “رقم 2254″، باعتباره المسارَ الشرعي للمُضي قُدمًا في الحكم، ومضاعفة الجهود لمعارضة التطبيع الدولي مع النظام السوري، والتنفيذ الصارم لقانون “قيصر” لحماية المدنيين.
و اتّهم نائبُ السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، نظراءه الغربيين بتجاهل أهميّةِ تسليمِ المساعدات عبرَ الخطوط من دمشق، وبأنَّهم لا ينوون اتخاذَ أيِّ خطواتٍ من شأنها أنْ تخلقَ مشكلاتٍ للمقاتلين المتحصّنين في إدلبَ.
يُذكر أنَّ مجلس الأمن المكوّن من 15 عضوًا سمح لأوّلِ مرّة بعملية إدخال مساعدات عبرَ الحدود إلى سوريا عام 2014 في أربعة معابر.بينما أُغلق ثلاثة منها العام الماضي، ليتبقّى معبرٌ واحد هو “باب الهوى”، بسبب معارضة روسيا والصين لتجديد جميع المعابر الأربعة.
حيث انقسم المجلس حول كيفية التعامل مع سوريا، و حرّضت روسيا والصين النظامَ السوري ضد الأعضاء الغربيين.واستخدمت روسيا حقَّ النقض (الفيتو) ضدَّ 16 قرارًا متعلقًا بسوريا، ودعمتها الصين في كثير من تلك الأصوات.