مسؤولون أمريكيون: إدلب لن تكون نزهة للاحتلال الروسي ولقوات الأسد.. هذه الأسباب وراء ذلك

أعربت مصادر أمريكية مطّلعة رفضت الكشف عن اسمها عن اعتقادها بأنّ محاولة الاحتلال الروسي ونظام الأسد بخصوص السيطرة على محافظة إدلب في شمال غرب سوريا لن تكون نزهة أبداً.

ولفتت المصادر إلى أنّ الاحتلال الروسي يشنّ عمليته العسكرية في إدلب من دون مشاركة الاحتلال الإيراني والميليشيات التابعة له، وهو ما يقلّص من عدد القوات المتوافرة له ولقوات الأسد في محاولتهم إلحاق الهزيمة بفصائل الثوار.

وتقول المصادر إنّ الاحتلال الروسي هو رأس الحربة في العملية، وأنّه لا كلمة لقوات الأسد في استمرارها أو توقّفها، بل إنّ مصير العملية يتوقّف على المفاوضات الروسية – التركية الجارية لمحاولة تفادي المواجهة الشاملة في المنطقة.

وتعتقد المصادر أنّ رئيس الاحتلال الروسي “فلاديمير بوتين” يسعى لإخراج تركيا من حلف شمال الأطلسي، لذلك وضعها أمام خيار واحد فقط.

فإما أن تشتري أنقرة منظومة الدفاع الجوي الصاروخية الروسية “إس 400″، وهو ما يؤدّي إلى طرد التحالف لأنقرة من حلفه، أو أن تختار تركيا البقاء في الناتو، تحت طائلة إمكانية خسارة بعض المواقع في إدلب وحماة، وفق ما أشارت إليه المصادر.

وبدوره، يسعى منذ فترة الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” إلى إقناع نظيره الأمريكي “دونالد ترامب” بضرورة التدخل لمنع هجوم الاحتلال الروسي ونظام الأسد على إدلب.

وفي إطار المحادثات التي تهدف إلى إقناع تركيا بضرورة تخلّيها عن صفقة “إس 400” وبقائها في الحلف الأطلسي، وصل أنقرة مؤخراً وفد أمريكي رفيع المستوى ومن المتوقع أن يكون مصير إدلب في قلب المحادثات.

وفي سياق تدخّل أمريكي أوسع أدان الرئيس “ترامب” في تغريدةٍ له هجوم الاحتلال الروسي على إدلب من دون أن يعلن أيّ خطوات إضافية، وهو ما دفع صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إلى التعليق في افتتاحيتها أنّ “التغريدات لا تكفي لوقف الدماء في إدلب، وأنّ على واشنطن القيام بدور أكبر”.

وتشير المصادر الأمريكية إلى أنّ الاحتلال الروسي يدير العملية من قاعدة حميميم الجوية، وأنّه يعتمد على “الفيلق الخامس” الموالي له في العمليات على الأرض، ولكن الفيلق المذكور تعرّض لخسائر في المعارك الأخيرة مع فصائل الثوار.

ويعلّل المسؤولون الأمريكيون امتناع الميليشيات الإيرانية عن الدخول في المعركة إلى حسابات إيرانية مع تركيا تختلف عن الحسابات الروسية، وأنّ “أردوغان” نجح إلى حدّ ما في فصل موسكو عن طهران بخصوص موضوع إدلب.

ولكلّ هذه الأسباب لا يرى المسؤولون الأمريكيون أنّ انتزاع الاحتلال الروسي لإدلب من أيدي تركيا سيكون “نزهة”، وأن “بوتين” ربما يسعى إلى استخدام الحملة العسكرية من أجل لي الذراع التركية وإجبارها على شراء صواريخه، ومن ثم الخروج من الناتو، ولكن “بوتين” ربّما يدرك صعوبة السيطرة على المحافظة بالكامل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى