مسلسلُ “لعبةِ الحبارِ” يعيدُ ذكرياتِ معتقلٍ سوريٍّ سابقٍ …”صديقي قتلَ صديقَه أمامي”

أثار المسلسلُ الكوري الجنوبي “لعبة الحبار” ذكرياتِ اللاجئ السوري عمر الشغري في سجونِ نظام الأسد، حيث قضى ثلاثَ سنوات مروّعة قبل أنْ يهربَ من البلاد لاحقاً ويحصلَ على حقّ اللجوء في السويد.

واعتبر الشغري بحسب ما نقلت عنه صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، أنَّ بعضَ مشاهدِ العملِ الدرامي تُعيد إلى ذهنه ذكريات الثلاث السنوات التي قضاها خلفَ قضبان سجون نظام الأسد منذ العام 2013 وكان حينَها في الخامسة عشرة من عمرِه فقط.

ويشير “الشغري” إلى أنَّ الحلقة السادسة، من المسلسل تعتبر هي الأصعب بالنسبة، حيث يُطلب من اللاعبين اختيارُ شركاءَ، فتكون غريزتهم الأولى هي اختيارُ الشخص المفضَّل لديهم، فهم لا يعرفون أنَّهم سوف يندمون على ذلك لاحقاً، وعندما يتمُّ الإعلان عن قواعد اللعبة، يعلم اللاعبون الحقيقةَ القاسية، “الشريكان يتنافسان ضدَّ بعضِهما البعض، والخاسرُ بينهما سيتمُّ إقصاؤه، أو إعدامُه وفقاً لقواعد اللعبة”.

وقال الشغري، “داخل سجن صيدنايا سيّئ السمعة في سوريا، عشت نسخةً حقيقية من هذه الحلقة. جاء الحرّاس إلى الزنازين وطلبوا من صديقي جيهان تسميةَ أقربِ أصدقائه من بين النزلاء. ففوجئت بأنَّه لم يذكرْ اسمي لهم، وأخبرهم باسم شخصٍ آخرَ”.

وأضاف، “جاء الحارس وسلّم جيهان مفكّاً وقال له بصوت هادئ، ‘استخدم هذا لقتل صديقك وإلا سيقومُ هو بقتلك، أمامك عشرُ دقائق فقط'”.

وتابع، “أغلق الحارس الزنزانة وابتعد. بدأ الصديق على الفور بالصراخ والتوسل إلى جيهان ويقول له: إذا قتلتني، فسيصبح طفلي يتيماً”، لكن لم يكن هناك من مفرّ أمام جيهان، و”في الثواني الأخيرة من العشر دقائق المحدّدة، اتّخذ قراراً بقتل صديقه وتحمّل الذنبَ الذي سيعيش معه إلى الأبد”.

وعلّق الشغري، “كانت هذه واحدةً من أكثرِ اللحظات رعباً في حياتي في السجن. شاهدت أحدَ أصدقائي يقتل آخر أمام عيني”.

ونجحَ المسلسل الكوري الجنوبي في كسبِ جمهور عريض حول العالم في فترة قصيرة، رغمَ كميّةِ العنف والدموية المروّعتين فيه، وأثارت السلسلة ضجةً كبيرة بسبب القصة التي لا تخلو من سذاجة وتدور حول فكرة “العدالة الاجتماعية”، قبل أنْ يصبحَ المسلسل أوّلَ عملٍ كوري جنوبي يتصدّر المشاهدات في الولايات المتحدة.

ويصوّر المسلسلُ، المكوَّن من تسعِ حلقات، مئاتِ الأشخاص الذين يمثّلون المجتمعات الأكثرَ تهميشاً في كوريا الجنوبية وهم يتنافسون في ألعاب أطفالٍ لها تبعاتٌ مميتة، من أجل الحصول على جائزة قدرُها 45.6 مليار وون، ما يعادل 38.66 مليون دولار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى