مظاهراتٌ داميةٌ في العراقِ ومقتلُ 30 شخصاً على الأقلّ في موجةِ جديدةٍ من الاحتجاجاتِ
قتل 30 متظاهراً على الأقل يوم أمس الجمعة في بغداد وعددٍ من المدن في جنوب العراق تزامناً مع استخدام جماعة “عصائب أهل الحق” المدعومة من الحرس الثوري الإيراني الرصاص الحيّ لتفريق التظاهرات الاحتجاجية على الفساد وتردّي الأوضاع المعيشية ليرتفع عدد القتلى إلى نحو 160 منذ استئناف التظاهرات بداية الشهر الحالي.
وسقط معظم الضحايا نتيجة قنابل الغاز والرصاص الحيّ والمطاطي وعمليات الدهس التي تعرّض لها عشرات المتظاهرين في مدينة البصرة، ورجّحت مصادر طبية وأمنية عراقية ارتفاع أعداد القتلى نظراً لوجود إصابات خطيرة.
وقالت لجنة حقوق الإنسان العراقية يوم أمس الجمعة إنّ ثمانية محتجّين قتلوا في بغداد، وقالت مصادر أمنية إنّ خمسة منهم على الأقل كانوا متظاهرين أصيبوا بقنابل الغاز المسيل للدموع في بغداد حيث تتواصل التظاهرات رغم الخسائر الكبيرة والكثافة الأمنية.
وفي الجنوب، قالت مصادر أمنية إنّ ستة محتجّين على الأقل لاقوا حتفهم عندما فتح أعضاء جماعة “عصائب أهل الحق” المدعومة من إيران، والذين يحرسون المقرّ المحلي للجماعة في مدينة الناصرية النار بعد أنْ حاول المحتجّون إحراق المقرّ.
وقالت مصادر بالشرطة إنّ ثمانية أشخاص قتلوا في مدينة العمارة بينهم ستة متظاهرين وعضو واحد في جماعة “عصائب أهل الحق” وضابط مخابرات، فيما قتل متظاهر واحد في السماوة.
وارتفع عددُ المصابين خلال المظاهرات إلى 2312 من المتظاهرين والقوات الأمنية، حيث سجل في بغداد 1493 مصاباً، و90 مصاباً في ذي قار، و10 مصابين في محافظة واسط، وإصابة 151 في المثنى، و301 مصاب في البصرة، وإصابة 112 في محافظة الديوانية، و105 في ميسان.
وتراجعت أعداد المتظاهرين في محافظات الجنوب بعد فرض حظر شامل للتجوال في ست محافظات، هي البصرة والمثنى وبابل وواسط وذي قار، بعد إحراق أكثر من 30 مقراً لأحزاب وكتل سياسية وفصائل مسلحة ومنازل مسؤولين محلّيين ونواب في البرلمان.
ورغم الثروة النفطية الهائلة للعراق إلا أنّ كثيراً من العراقيين يعيشون في فقر ولا يحصلون على المياه النظيفة أو الكهرباء أو الرعاية الصحية الأساسية أو التعليم اللائق في وقت تحاول فيه البلاد التعافي من سنوات الصراع والصعوبات الاقتصادية.
وينظر كثيرون من العراقيين إلى النخبة الحاكمة على أنّها خاضعة للولايات المتحدة أو إيران حليفي العراق الرئيسيين، ويظنّ كثيرون أنّ هاتين القوتين تستخدمان العراق لمواصلة الصراع على النفوذ في المنطقة عبر وكلاء دون الاهتمام باحتياجات الناس العاديين.