ممثلُ خامنئي الجديدُ في سوريا من أهمِّ محاضري الجامعةِ الإيرانيةِ المسؤولةِ عن التشيّعِ

يعتبر ممثل “خامنئي” الجديد لدى نظام الأسد, “حميد صفار هرندي”, أحد أهم محاضري ومسؤولي “جامعة المصطفى” العالمية, المسؤولة عن مشروع التشيع وتجييش الشيعة في العالم الإسلامي.

وعلى الرغم من صدور قرار تعيين “هرندي” منذ بداية شهر أيلول، لكنّه لن يباشر أعماله كممثل عن خامنئي لدى نظام الأسد حتى الأسبوع القادم، وهو إجراء روتيني حيث يلتقي ممثلي المرشد الإيراني الجدد في الخارج مع كبار الملالي المقرّبين من “خامنئي”.

وكان أحد اللقاءات التي أجراها “هرندي” قبل قدومه لسوريا في إيران هو لقاء “الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية” الملا “حميد شهرياري” يوم السبت الماضي 10 تشرين الأول، لتلقي تعليمات المرشد الإيراني قبل قدومه إلى سوريا.

ولد الملا حميد صفار هرندي عام 1960 في طهران، ودرس اختصاص العلوم المخبرية في جامعة أصفهان، لكن مع بداية الثورة في إيران عام 1979، بدأ الدراسة في حوزة قم الدينية.

وقام هرندي خلال السنوات الماضية بإعطاء محاضرات دينية في جامعة الزهراء الإيرانية، وهو أحد أهم محاضري ومسؤولي جامعة المصطفى العالمية، هذه الجامعة المسؤولة عن مشروع التشيع وتجييش الشيعة في العالم الإسلامي.

وعمل صفار هرندي لفترة كمدير للحوزة الدينية في مدغشقر “مدرسة الإمام جعفر الصادق” بتكليف من منظمة الحوزات والمدراس الدينية خارج البلاد، وتولى إدارة القسم الشرقي والجنوبي من أفريقيا في هذه المنظمة, وتولّى أيضاً إدارة الحوزة الدينية في ساحل العاج “معهد أهل البيت”، وكان مسؤولاً عن مكتب المرشد الإيراني خامنئي للشؤون الثقافية في سوريا.

ويضع تاريخ وسجل هرندي الحافل في العمل كمسؤول ومحاضر كبير في “جامعة المصطفى” العالمية العديد من إشارات الاستفهام حول صدور هذا القرار في هذا التوقيت، خاصة في ظلّ وجود شُحّ بالمعلومات المنشورة سابقاً حول الممثل الجديد لخامنئي في سوريا الملا “حميد هرندي”.

حيث تمثلت المهمة الرئيسة لـ”جامعة المصطفى” العالمية خلال السنوات السابقة من الثورة السورية، والتي يُعدُّ هرندي أحد أهم محاضريها، في زيادة عدد المتطوِّعين والمقاتلين في صفوف ميليشيات “لواء فاطميون” وزينبيون” الذين تخرَّجوا من هذه المؤسسة والتحقوا بالميليشيات الطائفيَّة في سوريا، حيث إنَّ هناك عدداً كبيراً منهم قد قُتل في معارك سوريا، وهناك عددٌ أكبرُ منهم ما زال في سوريا.

ومن بين هؤلاء “رضا توسلي”، قائد القوَّة الأفغانيَّة الفاطميَّة التابعة للحرس الثوري في سوريا الذي قُتل عام 2014، والأعضاء المؤسسون للوحدة الباكستانيَّة الزينبيَّة التابعة لميليشيا “الحرس الثوري” في سوريا الذين كانوا طلاباً باكستانيين في معاهد قم الإيرانية.

وبميزانية الجامعة الضخمة ونشاطها الواسع خارج إيران، خاصة في سوريا حيث يتمُّ إدارة فرعها من قبل عشرين رجل دين إيراني وتضم حوالي ألفَ طالبٍ من جنسيات مختلفة في سوريا، ولها فروع في مختلف المدن السورية “فرع دمشق وفرع نبل” تعد جامعة المصطفى من أخطر أماكن صناعة التطرُّف الديني.

وتسعى الجامعة لخلق جيل ناشئ يترَّبى على أفكار وعقائد “ولاية الفقيه”، فضلاً عن استغلال الجامعة لعلاقات إيران السياسية والدبلوماسية مع الدول الأخرى لتجنيد طلابها كجواسيس تعمل لمصلحة مخابرات النظام الإيراني.

لذلك، بالإضافة للمهام التي كان يتولاها ممثل خامنئي السابق، بصفته أعلى سلطة دينية وعسكرية إيرانية في سوريا، يبدو أنّ هناك مهام إضافية لممثل خامنئي الجديد تتمثّل بزراعة شخصيات موالية للنظام الإيراني في مراكز صنع القرار داخل نظام الأسد، والعمل على تعزيز النفوذ الاجتماعي والثقافي والاستخباراتي داخل سوريا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى