منظّمةٌ فرنسيّةٌ: إعادةُ إعمارِ سوريا ستستغرقُ أجيالاً عدّة
أكَّدت منظمة “هانيدكاب إنترناشونال” التي تتّخذ من ليون في فرنسا مقرّاً وتنشط على الحدود السورية أنَّ حالة الطوارئ لم تتوقَّف في سوريا منذ بدءِ الأحداث قبل 10 سنوات، مشيرةً إلى أنَّ إعادة إعمار البلاد ستستغرق أجيالاً عدَّة.
ووفق “لوسيل بابون”، مديرة منطقة الشرق الأوسط في منظمة “هانديكاب إنترناشونال” بين عامي 2016 و2020، والتي أبدتْ تقييمها الأوّلي للحربِ الدائرة منذ عشرِ سنوات في سوريا.
قائلةً: “في بعض المراحل كنا مذهولين إزاء مستوى العنف وتخطّي كلِّ الخطوط الحمراء، لم يتمكّن المجتمع الدولي من وقفِ المجزرة، و90% من المصابين بأعمال القصف في المناطق الحضرية (النطاق العمراني) وتلك المحيطة بها هم مدنيّون، على هذا الصعيد لا يمكن الحديث عن أضرار جانبية”.
مضيفةً بقولها: “لم تتوقَّف الأخطار يوماً، حتى في المراحل التي قِيل فيها إنَّ الأوضاع ستشهد بعض الاستقرار كانت تتجدَّد موجات النزوح، حالياً ربما تراجعت حدَّة أعمال القصف، لكنَّها لم تتوقَّف”.
مشيرةً إلى أنَّ “الجيل الجديد له حقٌ علينا بأنْ نضع إطاراً بالحدِّ الأدنى لكيلا يتكرَّر ما حصل، التحدِّي بالنسبة إلينا وللمجتمع الدولي هو عدم التضحية بهذا الجيل الجديد على غرار ما حصل لذويهم، كذلك هناك تحدِّي إرساء الاستقرار في المنطقة”.
كما بيَّنت “بابون” أنَّ اللاجئين السوريين في لبنان والأردن وتركيا لا يمكنهم العودة لأنَّهم خائفون، وإنَّما أيضاً لانعدام فرص التطلّع إلى المستقبل بسبب الدمار الهائل اللاحق بالبلاد، فعددُ المستشفيات والمراكز الصحية العاملة في البلاد أقلُّ من خمسين.
أما بخصوص التحدّيات الجديدة المرتبطة بأزمة «كوفيد – 19» بالنسبة إلى اللاجئين وطواقم الإغاثة، فقالت “بابون”: “حالياً تكمن المشكلة الرئيسية في الأزمة الاقتصادية الناجمة عن الجائحة والتي تؤثّر على هذه المجموعات، خصوصاً في لبنان حيث تفاقم الأزمةُ السياسية الأوضاعَ”.
لافتةً بالقول: “لذا علينا أنْ نحافظَ على وجود فاعل بانتظار أنْ تسمح الأوضاع باستشراف بدءِ إعادة الإعمار وعودة اللاجئين، البعضُ يقول إنَّ الأزمة السورية انتهت لأنَّه لم يعد يُحكى عن القصف، لكن في الحقيقة، هؤلاء الأشخاص لا يزالون هنا، والاحتياجات لا تزال هائلة”.