منظّمةُ الصحةِ العالميةُ تحذّرُ من أعراضٍ خطيرةٍ سببُها انعدامُ الأمنِ الغذائي في سوريا

أطلقت منظّمة الصحة العالمية تحذيراتٍ بشأن تدهورِ الأوضاع الاقتصادية في سوريا، وما ينتجُ عنها من نقصِ الغذاء وأعراض جسمية خطرَةٍ على الأطفال كالتقزّم والهزال.

مشيرةً إلى أنَّ شبحَ الجوع يواجه 700 ألفَ طفلٍ في الشمال، ومعظمُهم يعاني من انعدام الأمن الغذائي في البلاد، مع ارتفاع عددِ السكان إلى أكثرَ من 4.5 ملايينِ شخصٍ.

منظّمة الصحة قالت إنَّ سوء التغذية الحادّ وصل إلى مرحلة خطرة وتسبّب في ظهور حالات تقزّم (انخفاضُ الطول بالنسبة للعمر) وهزال (انخفاضُ الوزن بالنسبة للطول) إضافةً إلى نقص الوزن والمغذّيات الدقيقة، وذلك بالمقارنة أيضاً بنتائج المسحّ الأخير لعام 2019.

ووفقاً لصيحفة “الاندبندنت” فقد قدّر برنامجُ الأغذية العالمية وجود 12.4 مليون شخصٍ يعانون حالياً من انعدام الأمن الغذائي، في حين دعا ناشطون إنسانيون وعاملون في المجالِ الإغاثي لضرورة توفير الاحتياجات المتزايدة بأسرعِ وقتٍ لأكثرَ من 3 ملايين شخصٍ.

في حين نقلَ الموقع عن الطبيبِ “أحمد جدوع” المتخصّصُ في شؤون التغذية والصحة العامة والناشطِ في المجال الإغاثي قوله: إنَّ الحاجة ماسّةٌ لإنقاذ أرواحِ الأطفال والاهتمام بغذائهم ما يتطلّبُ مجهوداتٍ عالمية واسعة، مؤكّداً أنَّه لا بُدّ من لفتِ النظر عن مخاوف سدِّ المعابر الإنسانية، وما يمكن أنْ يحدثَ من نقصِ الغذاء لدى الأطفال والأمهات والحوامل من زيادةِ حالات الهزال والتقزّم.

فيما حذّر “محمد الشيخ” الناشطُ في المجال الإغاثي من زيادةِ حالات اليأس في مخيمات النزوح، وخاصةً بعد تزايد أعدادِهم بسبب المعارك الجارية في ريفي إدلب الجنوبي وحماة الشمالي وانهيارِِ قيمة الليرة وتأثيرِ ذلك على معيشتهم.

من جهته قال أحدُ القاطنين في مخيّمٍ للنازحين بمنطقة أطمة إنّه ومعظم أفرادُ المخيّمات لا يستطيعون الطبخَ، إضافةً لانعدام الفاكهة وفقدانِ حليب الأطفال والطحين، معبّراً عن ذلك أيضا بقوله “إنَّنا نموت ببطءٍ”.

منظّمةُ الأمم المتحدة أحصت نحو 60 بالمئة ممن لا يصلُهم الغذاءُ بشكل منتظمٍ بسبب الاقتصاد المنهار بسوريا، الأمرُ الذي أدّى لسوء تغذيةٍ مزمنٍ بين الأطفال، كما أوضح منسّقُ الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة “مارك لوكوك” أنَّ أكثرَ من نصف مليون طفلٍ دون سنِّ الخامسة في سوريا يعاني من التقزّم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى