منظّمةُ حظرِ الأسلحةِ الكيميائيّةِ تنفي ادّعاءاتِ نظامِ الأسدِ في حادثتين طلبَ التحقيقَ فيهما

نفت منظّمةُ حظرِ الأسلحة الكيميائية ادّعاءات نظام الأسد بشأن خمس هجمات، بينما جدّدت الشبكةُ السورية لحقوق الإنسان مطالبَها بعدم استنزاف مواردِ المنظّمة في التحقيق بمزاعم ثبُتَ فيها بشكلٍ قاطع استخدامُ النظام المتكرّرُ للأسلحة الكيميائية، في هجمات أدّت لمقتل مدنيين.

وأفادت الشبكة بأنَّ بعثةَ تقصّي الحقائق التابعةَ لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية أصدرت صدرَ الثلاثاء 11 حزيران الجاري تقريراً يحقّق في هجومين مزعومين أبلغت عنهما حكومةُ نظامِ الأسد الأمانة الفنية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وطلبت منها التحقيقُ في الحادثتين.

ويدّعي نظامُ الأسد أنَّ تنظيمَ “داعش” نفّذ هجوماً عبرَ ذخائر تحوي على غازات سامَّة غير معروفة، في 9 آب 2017، قرب قرية قليب الثور شرق مدينة السلمية في ريف حماة؛ مما تسبّبَ في ظهور أعراضِ اختناق وإغماءٍ على عدد من عناصر قوات الأسد.

كما ادّعى نظامُ الأسد أنَّ هجوماً باستخدام قذائف هاون تحوي غازاتٍ سامّة استهدف موقعاً تابعاً لقوات الأسد، في 8 تشرين الثاني 2017، في منطقة البليل، في محيط مدينةِ صورانَ في محافظة حماة.

استعرض تقريرُ البعثة ما خلُصت إليه التحقيقاتُ عن الهجومين المزعومين، والتي استمرّت طيلةَ المدّة منذ أيلول 2017 حتى تاريخ إصداره، مبيّناً أنَّ البعثةَ قامت بزيارات ميدانيّةٍ إلى مواقعَ ذات صلة بالحوادث المبلّغ عنها، وأجرت مقابلاتٍ مع شهود وضحايا الهجومين المزعومين، كما قامت بمراجعة وتحليلِ الصور وتسجيلاتِ الفيديو والوثائق المُقدّمة من نظام الأسد، ومراجعةِ المواد مفتوحةِ المصدر.

وأوضح التقريرُ أنَّ البعثةَ واجهت تحدّياتٍ في تأكيد المعلوماتِ التي تمَّ جمعُها حول الحادثة، من بينها أنَّها لم تجد أيَّ صور أو مقاطعَ مصوّرةٍ لمواقع الحوادثِ المبلّغِ عنها، كما لم يتمَّ تضمينُ (في الوثائق والمراسلات المُقدّمة من نظام الأسد) أي عملياتِ تفتيشٍ أو صور أو مقاطعَ مصوّرةٍ للذخائر المزعوم استخدامُها، ولم يتمَّ جمعُ أيّة عيّناتٍ بيئية، بما في ذلك ملابسُ الضحايا، كما لم يتمَّ إجراءُ فحوصاتِ دم لعيّنات مأخوذة من المصابين وقتَ الهجوم، ولم يتمَّ توفيرُ هذه العيّنات لبعثة تقصّي الحقائق.

كما لفت التقريرُ إلى تعارضٍ بين روايات الشهودِ والسجلات الطبيّة فيما يتعلّقُ بإصابات رضيّة ناتجةٍ عن الرصاص والشظايا، كما لم يكن هناك وصفٌ دقيقٌ لـ “الغازات السامّة” المبلّغِ عن استخدامِها.

واستخلص التقريرُ أنَّه واستنادًا إلى تحليل المعلومات والوثائق لا تستطيع بعثةُ تقصّي الحقائقِ تقديمَ تقييم سمّي للتعرّض المبلّغِ عنه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى