من فوقِ الطاولةِ ولأولِ مرّةٍ.. الإماراتُ تكسرُ الحظرَ العربيَ على “بشارِ الأسدِ” تحتَ ذريعةِ “كورونا”

فيما يعتبر أول اتصال هاتفي بينهما من سنوات، بحث ولي عهد أبو ظبي “محمد بن زايد” هاتفياً اليوم الجمعة مع رأس النظام “بشار الأسد” تداعيات انتشارِ فيروس كورونا في مناطقِ سيطرة الأخير.

وقال “ابن زايد” في تغريدة على موقع تويتر اليوم: “بحثت هاتفياً مع الرئيس السوري بشار الأسد تداعيات انتشار فيروس كورونا، وأكّدت له دعم دولة الإمارات ومساعدتها للشعب السوري الشقيق في هذه الظروف الاستثنائية”.

وتابع “ابن زايد” في تغريدته قائلاً: “التضامنُ الإنساني في أوقات المحنِ يسمو فوق كلِّ اعتبار، وسوريا العربية الشقيقة لن تبقى وحدها في هذه الظروف الحرجة”.

ومن جانبها، قالت ما تسمى صفحة الرئاسة السورية على موقع فيسبوك: “اتصال هاتفي بين الرئيس الأسد ومحمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بحث تداعيات انتشار فايروس كورونا”.

حيث رحّب رأس النظام “بشار الأسد” بمبادرة “محمد بن زايد”، مثمّناً موقفَ دولة الإمارات في ظلّ ما تشهده المنطقة والعالم من هذا التحدّي المستجِد، وأكّد ترحيبه بهذا التعاون خلال هذا الظرف وأشاد بهذه المبادرة بكلّ معانيها السامية.

وسبق أنْ قالت وكالة أنباء الإمارات إنّ قيمة المساعدات التي قدّمتها الدولة “استجابة للأزمة السورية” والمتضرّرين منها خلال الفترة من 2012 إلى كانون الثاني 2019 بلغت 3.59 مليار درهم (976.4 مليون دولار).

ويرى مراقبون أنّ هذا كشف حساب تسعى أبو ظبي لتبرئة نفسها أمام نظام الأسد من تقديم أيِّ دعم عسكري لفصائل المعارضة، عندما تعلن فقط أنّها قدّمت مساعدات إنسانية أو خيرية، وهذا ينافي الواقع والحقائق بحسب ناشطين سوريين، يعتبرون أنّ الرياض وأبو ظبي إضافة إلى إيران وحزب الله كانوا السببَ في حرْفِ الثورة عن مسارها وذهابها إلى مسار الطائفية الذي دمّر بلادهم.

ومطلع العام الماضي أعادت أبو ظبي علاقاتها الدبلوماسية والأمنية والاقتصادية مع نظام الأسد واستقبلت وفداً من رجال الأعمال السوريين، وفي كانون الثاني الماضي أبرز تقدير موقف أمريكي دور مشبوه لدولة الإمارات في زيادة الشرعية الخارجية لنظام الأسد رغمَ ما ارتكبه من جرائم مروعة بحق شعبه وبعدَ سنوات من القطيعة العربية والدولية لدمشق.

وفي الثاني من كانون الأول الماضي أثارت سلسلة من التصريحات العلنية من المسؤولين الإماراتيين والسوريين التابعين لحكومة “بشار الأسد” اهتماماً واسعاً بتقارب الإمارات مع نظام الأسد، يُذكر أنّ المؤشر الأول لتغيير موقف أبو ظبي جاء في تشرين الثاني 2015، عندما عبّر وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية “أنور قرقاش” عن دعمه الحذرِ للتدخل العسكري الروسي نيابةً عن “الأسد”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى