من لاهاي مؤتمر لعائلات المفقودين ومنظمات المجتمع المدني يطالب بالتحرّك من أجل المفقودين في سوريا

نظّمت اللجنة الدولية لشؤون المفقودين “ICMP” مؤتمراً لمنظمات المجتمع المدني في مقرّها الرئيسي بمدينة “لاهاي” في هولندا، وذلك لمناقشة حقوق عائلات المفقودين في الوصول إلى الحقيقة ومعرفة مصير أبنائهم.

كما تمّ التباحث خلال المنتدى حول مبادرات لضمان إدراج قضية المفقودين والمحتجزين في اتفاق سلام مستقبلي، وتمّ استكشاف تلك الخيارات من أجل إدراج القضية في دستور مستقبلي وإنشاء آليات بعد انتهاء النزاع.

السوريّة “ياسمين مشعان” ابنة مدينة ديرالزور كانت قد حضرت المؤتمر الذي أقامته اللجنة الدولية لشؤون المفقودين كممثلة عن رابطة عائلات “القيصر”.

حيث أنّ “مشعان” كانت قد فقدت خمسة من أشقائها خلال الثورة السورية على يد نظام الأسد وتنظيم “داعش”، وأحدهم ظهرت صورته في الصوّر المسرّبة من سجون نظام الأسد من قبل أحد الناشطين والمعروف باسم “قيصر”، وآخر تمّ قتله على يد “داعش”، وجميعهم من أوائل المشاركين في الحراك الثوري السوري في ديرالزور.

وقالت “مشعان” خلال كلمةٍ ألقتها في المؤتمر: ”يجب أن يكون للعائلات دور مهم وأساسي في أيِّ طرح سياسي قادمٍ، فهم وحدهم من لن يساوم على دماء الشهداء أو معرفة مصير المختفين قسراً، وإطلاق سراح المعتقلين، وكأي فرصة لبناء سوريا دولة القانون وتحقيق السلام فيها، يجب أن يبنى على تحقيق العدالة ومحاسبة مجرمي الحرب”.

وكانت قد أبرزت المنظمات السورية المشاركة في المؤتمر حول قضية الأشخاص المفقودين الناتجة عن الحرب في سوريا، والحاجة إلى تنسيق جهودها للدعوة إلى المواقف السياسية الموحّدة بشأن قضية المفقودين والمختفين نتيجة الحرب السورية، وبناء التعاون بين عائلات المفقودين، بغض النظر عن الخلفية الاجتماعية أو الوطنية.

كما صرّحت المديرة العامة للجنة الدولية لشؤون المفقودين “كاثرين بومبرغر”، بأنّ برنامج سوريا الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التابع لبرنامج اللجنة الدولية لشؤون المفقودين، والذي بدأ في عام 2017 بدعم من الاتحاد الأوروبي، يعمل مع منظمات المجتمع المدني والعائلات لوضع استراتيجيات فعّالة للدعوة ولجمع المعلومات التي يمكن تطبيقها كجزء من برنامج منهجي للمحاسبة من أجل المفقودين.

فيما قالت مديرة برنامج اللجنة الدولية لشؤون المفقودين لسوريا الشرق الأوسط وشمال إفريقيا “لينا الحسيني”: إنّه “من المهم للغاية العمل يداً بيد مع منظمات المجتمع المدني لبناء الثقة وصوت موحّد لعائلات المفقودين”.

ومن المنظمات التي كانت قد شاركت في المؤتمر هي “شبكة سوريا القانونية، جمعية رابطة عائلات قيصر، مؤسسة دولتي، عائلات من أجل الحرية، المركز السوري للدراسات والبحوث القانونية، جمعية المحامين السوريين الأحرار، نساء الآن، الحملة من أجل سوريا، نوفوتوزون، منظمة هورايزن الإنسانية، محامون و أطباء لحقوق الإنسان، وائتلاف أسر المختطفين من قبل داعش”.

يذكر أنّه يوجد عشرات آلاف المعتقلين داخل سجون نظام “بشار الأسد”، ومعظمهم تغيب عنهم أيّ معلومات حقيقية،إضافةً إلى إجرام نظام الأسد بحقّ المعتقلين السوريين المعارضين له، ويشار إلى أنّ أكثر من 90% من المختفين قسرياً كان نظام الأسد قد اعتقلهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى