مهجّرونَ من درعا يصفونَ الوضعَ هناك بـ”الخطيرِ جداً” ويحذّرونَ من كارثةٍ تنتظرُ المدنيينَ

حذَّر مهجّرون من درعا وصلوا مؤخّراً إلى الشمال السوري المحرَّر من خطورة الوضع في درعا، بسبب الحشود العسكرية الكبيرة لقوات الأسد والميليشيات الموالية لها، وحذّروا من ارتكاب مجازر بحقِّ المدنيين في حال إطلاق عملية عسكرية من قِبل نظامِ الأسد.

ووصل عشرات المهجّرين من درعا خلال الأيام القليلة الماضية إلى الشمال السوري، عقبَ توصّل لجنة التفاوض في درعا البلد إلى اتفاق مع نظام الأسد وروسيا، أبرزُ بنوده تهجيرُ من يرغب من الشبان الرافضين للتسوية مع النظام إلى الشمال السوري المحرَّر.

طلال الشامي (26 عاماً) أحدُ المهجّرين من درعا والمنشقُ عن قوات الأسد، قال إنَّه وصلَ الأربعاء الماضي إلى الشمال السوري برفقة 7 شبان، كانوا قد انشقّوا عن قوات الأسد في عام 2012، في حافلة أقلّتهم برفقة سيارتين تابعتين للشرطة العسكرية الروسية، عقبَ اتفاقٍ جرى بين لجان التفاوض بدرعا البلد ونظام الأسد بوساطة من “اللواء الثامن” المدعوم روسياً.

وأوضح “الشامي” في حديث لـ”الشرق الأوسط”، أنَّ الوضع الحالي الذي تشهده منطقة درعا البلد “خطيرٌ للغاية، أمام تدفّق حشود عسكرية كبيرة لقوات الأسد والميليشيات المساندة لها بقيادة الفرقة الرابعة، والحصار المفروض على أهالي المنطقة”.

مشيراً إلى أنَّها أمور تنذر بكارثة غيرِ مسبوقة تطال أكثرَ من 50 ألفَ مدنيٍّ محاصرينَ وعالقين في درعا البلد الآن، دون أيِّ خدمات طبيّة وإنسانيّة، فضلاً عن بدءِ نفاد الغذاء والدواء وحليب الأطفال.

ولفت “الشامي” إلى أنَّه في حالِ أقدم نظام الأسد على إطلاق عملية عسكرية تهدف إلى السيطرة على درعا البلد، “حتماً سيشهدُ العالمُ مجازرَ جديدة بحقِّ المدنيين، أمام إخفاق لجان التفاوض عن درعا البلد ونظام الأسد التوصلَ لأيِّ اتفاق”.

وأوضح أنَّ “نظام الأسد يضع شروطاً ينظر إليها ثوّار درعا على أنَّها نقضٌ لاتفاق عام 2018 الذي يقضي بانسحاب قوات الأسد من درعا البلد وإبقاء السلاح بيد فصائل المعارضة مقابلَ إجراء تسوية للثوار دون التعرّض لاعتقالهم أو القيام بعمليات عسكرية من كلا الطرفين، وذلك كان حينها بوساطة روسية”.

من جهته، قال أبو محمود الحوراني، وهو ناشط في محافظة درعا، إنَّ نظام الأسد يعمل جاهداً على تعطيل أيِّ اتفاق يجري بين لجان التفاوض بدرعا البلد واللواء الثامن المدعوم من روسيا كوسيط بين اللجان والنظام.

مشيراً إلى أنَّ “نظام الأسد اعترض يوم الخميس الماضي، على بقاء الثوار في المنطقة مع الإصرار على تهجيرهم إلى الشمال السوري، أو تسليمِ الثوار سلاحَهم وإجراءِ تسوية مع النظام ودخول قوات الأسد والميليشيات الإيرانية إلى درعا البلد وإقامة حواجز أمنيّة مكثّفة في المنطقة وإجراء عملية تفتيش واسعة للمنازل والمحال التجارية، الأمر الذي أعاد الوضع إلى التوتّر وبدأت قوات الفرقة الرابعة بقصفِ عدّة مناطق بينها درعا البلد والقرى المحيطة بمدينة درعا، ما أدّى إلى مقتل عددٍ من المدنيين بينهم امرأة”.

وأمس الجمعة 27 آب، وصلت الدفعة الثانية من مهجّري درعا إلى ريف حلب الشرقي، في إطار الاتفاق المبرم بين اللجنة المركزية الممثلة لأهالي درعا واللجنة الأمنيّة التابعة لنظام الأسد، وتضمُّ 79 شخصاً منهم “46 رجلاً و26 طفلاً و7 نساءٍ”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى