موالونَ يحذّرونَ من الهجرةِ المتزايدةِ من مناطقِ سيطرةِ نظامِ الأسدِ

حذّرت العديدُ من الشخصيات المقرّبة من نظام الأسد من الهجرة المتزايدة للسوريين من مناطق سيطرة النظام، وذلك مع تفاقم الظاهرة التي باتت الحديث الشاغل عبرَ الصفحات الموالية لنظام الأسد.

وقال الخبير الاقتصادي “عمار يوسف” إنَّ خطورة الهجرة في هذه المرحلة، لكون الذين يهاجرون الآن هم النخب الاقتصادية وأصحاب المهن والحرفيون، وفقَ تعبيره.

وأقرَّ بأنَّ الهجرة بسبب القرارات المتعلقة بالضرائب، إلى جانب الروتين القاتل الذي يتّسم به القطاع العام، بالتوازي مع عوامل الجذب من التسهيلات التي تقدّمها بعضُ الدول للمستثمرين السوريين وتحقيق المناخ الأعلى للاستثمار لأصحاب رؤوس الأموال ورجال الأعمال.

ولفت إلى أنَّ هجرة المهنيين والحرفيين نتيجةَ سوء الأوضاع المعيشية، حيث إنَّه لا يمكن لصاحب المنشأة أنْ يعطي راتباً بأكثر من 300 ألف ليرة تعادل نحو 100 دولار في حين إيجار البيت اليوم يعادل نحو 150 إلى 200 دولار، في حين في دول الاغتراب يستطيع أنْ يحصل العامل على دخل يكفيه إيجار البيت إضافة إلى مستلزمات المعيشة من أكلٍ وشربٍ.

وبثَّ “فارس زخور”، الصحفي الموالي لنظام الأسد والعامل في قناة العالم سوريا الإيرانية تسجيلاً بعد هروبه من سوريا بسبب سوء الأوضاع المعيشية و غياب الأمل وإصابة الشباب باليأس وفقَ تعبيره.

وتحدّث عن صعوبة الأوضاع في مناطق سيطرة النظام السوري خلال السنة الماضية متّجهاً الى هنغاريا لبدء حياة جديدة، قبل أنْ يحذف التسجيل من صفحته الشخصية على فيسبوك.

فيما قال “ناجي الحضوة”، رئيس الاتحاد العام للحرفيين، إنَّ طلبات الحرفيين لاستصدار وثائق إثبات حرفي أو شهادات حرفية بهدف السفر خارج سوريا، قد ازدادت بشكلٍ ملحوظ في الآونة الأخيرة.

وبرّر المسؤول ذلك بارتفاع أسعار المواد الأولية، وزيادة التقنين التي أصبحت لا تلبّي احتياجات الحرفي في تصنيع المنتج، إضافة إلى عدم تناسبه مع القدرة الشرائية للمواطن، فأصبح الحرفي أمام خيارين، إما الهجرة وإما التعامل مع الوضع الداخلي.

وقالت الوزيرة السابقة “لمياء عاصي”، إنَّ كثافة الإقبال على الهجرة بالنسبة للشباب السوري، يؤكّدها الازدحام الشديد في فروع الهجرة والجوازات للحصول على جواز السفر، مؤكّدة أنَّ هذا ينطوي على خسارة كبيرة لأهمّ الطاقات والكفاءات الوطنيّة الشابة.

وذكرت أنَّ موجة الهجرة الجديدة للسوريين لها أسباب اقتصادية يعود معظمها إلى تراجع الإنتاج المحلي وغياب السياسات والمشاريع التنموية وتدنّي الدخل بشكلٍ مريع، جعلت أغلبية الناس يقعون في براثن الفقر المدقع والعوز الشديد، إضافةً إلى قلّة فرص العمل أمام الشباب الداخلين إلى سوق العمل.

وأضافت “عاصي” قائلة: “أصبحت سورية الأقلّ دخلاً في العالم، وبالتأكيد هجرة المنتجين سواء الصناعيين أم الحرفيين ستفاقم الوضع الاقتصادي لسورية وتستدعي سرعة في الإجراءات لمعالجة هذا الوضع الخطير”، حسب وصفها.

من جانبها حذّرت “ماري بيطار”، عضو مجلس الشعب حكومة الأسد من إغفال مسألة هجرة الشباب والمستثمرين التي نشطت مؤخّراً، ودعتْ الجهات المعنية لتلافي أسباب هذه الهجرة ووضع حلول تضمن بقاء الكفاءات من الشباب في بلدهم.

وأشارت إلى أنَّ أيّ إنتاج حقيقي يجب أنْ يكون له بيئة اقتصادية تسمح بحرية أكبرَ للأموال، ومتحرّرة من البيروقراطية، وضرائب أقلَّ لتشجيع الاستثمارات، وأشارت إلى أنَّ قرار منعِ السحب من المصارف عبرَ الوكالات هو قرارٌ غير قانوني، وفقَ كلامها.

وكشفت مصادر إعلامية عن تزايد الهجرة من مناطق سيطرة النظام لا سيما الشباب وعدّة فئات منها الأطباء وسبق أنْ تحدّث رئيس قطاع النسيج في غرفة صناعة دمشق وريفها لدى نظام الأسد بأنَّ هناك هجرة خيالية من الصناعيين إلى خارج سوريا.

وتجدر الإشارة إلى أنَّ مناطق سيطرة النظام تشهد حالات متكرّرة للهجرة بسبب الأوضاع الاقتصادية والأمنية وتنشرُ صفحات موالية صوراً ومشاهد من الازدحام أمام مراكز إصدار وثائق السفر وتظهر اصطفاف العشرات بدوافع الهجرة من مناطق سيطرة النظام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى