موجاتٌ غاضبةٌ لتصريحاتٍ عنصريةٍ ضدَّ اللاجئينَ السوريينَ بعدَ الحربِ الأوكرانيّةِ

نشرت وكالةُ “أسوشيتد برس” تقريراً لها، قالت فيه إنَّ بعضَ قادة الدول يتكلّمون بلهجة “مزعجةٍ ومؤلمة”، خلال الترحيب باللاجئين الأوكرانيين في أوروبا،، حيث سلّط التقريرُ الضوءَ على “الاختلافات الصارخة” في معاملة المهاجرين واللاجئين من الشرق الأوسط وأفريقيا، ولا سيما السوريون الذين قدِموا في عام 2015.

لا سيما تصريحُ رئيس الحكومة البلغارية الذي قال: “هؤلاء ليسوا اللاجئين الذين اعتدنا عليهم، إنَّهم أوروبيون وأذكياء ومتعلّمون.. أما أولئك فإنَّنا غيرُ متأكّدين من هويتهم ويمكن أنْ يكونوا إرهابيين”.

في حين علّق رئيسُ الحكومة المجرية فيكتور أوربان، الذي رفضَ منذ ثلاثةِ أشهرٍ السماحَ بدخول أيِّ مهاجرٍ، فيما سمح الآن لجميع الأوكرانيين بالدخول، ولم يقتصر الأمرُ على السياسيين، إذ أطلق العديدُ من الصحافيين تصريحاتٍ “تمييزية”، مثل مراسلة “NBC”.

حيث قالت مراسلةُ الـ NBC في تعليق مثير للجدل ردّاً على سؤال للمذيعة عن أوضاع اللاجئين الأوكرانيين في البلدان المجاورة: “بصراحةٍ، هؤلاء ليسوا لاجئين من سوريا، هؤلاء لاجئون من أوكرانيا المجاورة، بصراحة تامّةٍ، هؤلاء مسيحيون، إنَّهم بيضٌ، إنهم مشابهون جداً للأشخاص الذين يعيشون في بولندا”.

أما مذيعُ قناة “الجزيرة” الإنجليزية فقد قال “هؤلاء أناسٌ مزدهرون ينتمون إلى الطبقة الوسطى”، قبل أنْ تعتذرَ المؤسسة في وقتٍ لاحقٍ، وحثّت وكالةُ اللاجئين التابعةُ للأمم المتحدة، “البلدانَ المستقبلة على مواصلة الترحيب بجميع الفارّين من الصراع وانعدام الأمن، بغضِّ النظر عن الجنسية والعرق”.

وكانت أثارت تعليقاتُ مراسلين أجنبيين بشأن الوضع في أوكرانيا، انتقاداتٍ لاذعةٍ على شبكات التواصل الاجتماعي، لما تضمّنته تلك التعليقات من إساءة وعنصرية، لاسيما فيما يتعلّقُ باللاجئين الهاربين من جحيم الإبادة الروسية، وما حملته من إساءة واضحةٍ للاجئين السوريين على وجهِ الخصوص.

من جهته، قدّم “تشارلي داغاتا” مراسلُ شبكة “سي بي أس” التلفزيونية الأميركية اعتذاراً بعد أنْ قال خلال تغطيته المباشرةِ لتطوّرات الغزو الروسي من كييف إنَّ الهجوم على أوكرانيا لا يمكن مقارنتُه بالحرب في العراق وأفغانستان لأنَّ الأولى أكثرُ “تحضّراً”.

وقال إنَّ أوكرانيا “ليست مكانتها مع كلّ الاحترام الواجب، مثلَ العراق أو أفغانستان، الذي شهد صراعاً مستعراً لعقود”، وتابع: “أوكرانيا متحضّرة نسبياً، وأوروبية نسبياً، ولابُدَّ لي من اختيار هذه الكلمات بعناية أيضاً. هي مدينة، لا تتوقّع فيها حدوثَ (الحرب) أو تأملُ ألا يحدثَ ذلك”.

لتنتشرَ موجةُ انتقادات تلك التصريحات من مؤسسات صحيفة وبعض المسؤولين في الدول الأوربية وعلى إثرِ هذه الانتقادات، عبّرً المراسلُ عن أسفِه بعد ظهورِه مرّةً أخرى على الهواء من كييف، وقال: “لقد تحدّثتُ بطريقة آسفُ لها،
ولذلك أنا آسف”، موضّحاً أنَّه كان يحاول إيصالَ فكرة أنَّ أوكرانيا لم تشهد “هذا الحجمَ من الصراع” خلال السنوات الأخيرة، على عكسِ صراعات أخرى عانتْ من ويلاتها مناطق أخرى لسنواتٍ عديدة:

من جهته أدان الائتلافُ الوطني السوري، الغزوَ الروسي على أوكرانيا، داعياً دولَ العالم للتصدّي له بحسمٍ؛ تجنّباً لكارثة دولية قد تمتدُّ وتتوسّعُ لتشملَ الكثيرَ من الدول، محذِّراً من التهاون في تركِ الشعب الأوكراني في مرمى النيران الروسية.

واعتبر الائتلافُ أنَّ حياةَ ملايين الناس ليست رخيصةً لتكونَ مجردَ أرقامٍ في بازار السياسية أو مجردَ أوراق يُقامر بها بوتين ويخوضُ بها مغامرات إجرامية ستسفك أنهاراً من دماءِ الشعب الروسي قبلَ أيِّ شعبٍ آخر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى