موقعٌ أمريكيٌ يفضحُ أسرارَ التكنولوجيا الإسرائيلية التي قدّمتها موسكو دعماً لنظامِ الأسدِ (فيديو)

نشر موقع “ذا إنترسبت” الأمريكي تقريراً للكاتب “باتريك هيلسمان” يتساءل فيه عن الطريقة التي تحوّلت فيها طائرة مسيرة صُمّمت في إسرائيل إلى العين الحارسة للروس في الجو لحماية نظام “بشار الأسد” في سوريا.

ويشير التقرير إلى حادثة إسقاط طائرة دون طيار في الصيف الماضي قرب مرتفعات الجولان السوري المحتل، حيث أشارت المعلومات السيريلية على ذيلها ومكوناتها الأخرى إلى أن الطائرة من نوع “فوربوست” ومصنعة في روسيا ولكنها من تصميم إسرائيلي.

وقال الموقع إنّ الحرب في سوريا أدّت إلى تعميق العلاقات الروسية الإسرائيلية، رغم أن تحالفاتهما تضعهما ظاهريّاً على طرفي نقيض، وتُرجم هذا التقارب عبر التنسيق المستمر وصفقات السلاح الكثيرة بين الطرفين.

فحادثة الطائرة الإسرائيلية المسيّرة التي باعتها إسرائيل لروسيا وانتهى بها المطاف لتكون عينا لرأس النظام “بشار الأسد”، قبل أن تتمكن إسرائيل من إسقاطها قرب مرتفعات الجولان تعتبر مثالاً على العلاقات المعقّدة بين إسرائيل وروسيا.

فرغمَ دعمِ موسكو “بشار الأسد” الذي أنقذت نظامَه من السقوط قبل أربع سنوات، أقامت موسكو أيضاً علاقاتٍ عسكرية وثيقة مع تل أبيب خلال العقد الماضي.

ويرى الموقع أنه رغم اعتراف إسرائيل بتنفيذ مئات الهجمات في سوريا خلال السنوات الأخيرة، إلا أنّ القوات الروسية وأسلحتَها المتقدّمة المضادة للطائرات التي نشرتها في سوريا منذ بداية تدخّلِها لم تعترض أيَّ هجومٍ إسرائيلي، حيث تغضّ روسيا الطرف باستمرار عن الهجمات الإسرائيلية على القوات الإيرانية الحليفة لها في سوريا.

ويُرجِع “إيفجيني فينكل” الخبير في العلاقات الإسرائيلية الروسية والأستاذ المشارك في كلية الدراسات الدولية المتقدّمة بجامعة جونز هوبكنز للموقع الأمريكي “تجاهل روسيا الهجمات الإسرائيلية على حلفائها في سوريا، والتنسيق بين موسكو وتل أبيب، إلى سعي الطرفين لتجنّب الدخول في أيِّ مواجهةٍ مباشرة لن تكون في مصلحة أيِّ منهما”.

ويؤكّد أنّه حتى لو أسقط الإسرائيليون طائرة روسية مسيّرة، فإنّ موسكو ستغض الطرف عن الحادثة تجنّباً لمواجهة غيرِ محسوبةٍ، ويُذكر أنّه كان قد أدّى إسقاطُ طائرة روسية بنيران صديقة، وأسفر عن مقتل 15 جندياً روسيّاً خلال أيلول الماضي إلى تغيير قواعد تلك اللعبة، وفقاً للموقع الأمريكي.

حيث كانت قد أصابت صواريخُ جيش الأسد المضادةُ للطائرات والتي أطلٍقت ردّاً على غارةٍ إسرائيلية طائرةً روسية كانت تقلّ 15 جندياً، حيث قضوا جميعاً في الحادث، وكانت قد ألقت روسيا اللوم على إسرائيل، واتهمتها بأنّها لم تخطر الجيش الروسي قبل وقتٍ كافٍ من الهجوم، لإبعاد الطائرةِ عن الخطر.

ويختم موقع “ذا إنترسبت” الأمريكي تقريره بالقول: إنّ “الحرب السورية عمّقت العلاقات الروسية الإسرائيلية رغمَ وقوفِ كلِّ منهما على طرفي نقيض في النزاع، فكلاهما منخرطٌ في صفقات أسلحة كبيرة، وخفض للتوتر، والتأثير على بعضهما خدمةً لمصالحهما”.

وفي الوقت الذي يدور فيه الحديث عن قرب نهاية الحرب السورية وانتصار رأس النظام “بشار الأسد”، فإنّ الجيشين الروسي والإسرائيلي يواصلان معاركهما الخاصة، ومهما كانت النتيجة فإنّ روسيا وإسرائيل ستواصلان طلعاتهما المتناقضة في الأجواء السورية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى