موقعٌ غربي: إيرانُ تخشى خسارةَ نفوذِها أمام النفوذِ الروسي المتنامي شرقَ سوريا
قال موقع “مونيتور” الأميركي في تقريرٍ له, طرح فيه تساؤلاً حول ما إذا كانت روسيا تستغلُّ ضعفً إيران في شرق سوريا، لاسيما بعدَ الغارات الإسرائيلية الأخيرة على المنطقة من خلال استقطاب المنشقّين عن الميليشيات الإيرانية.
وجاء في التقرير أنَّ القوات الإيرانية تخشى خسارةَ نفوذها وعناصرها في المحافظة لصالح التشكيلات العسكرية المدعومة روسياً.
مضيفاً أنّ التحديَّ الأكبرَ يتمثّل بقدرة هذه القوات على البقاء متماسكة في دير الزور وريفها، بعدما ترك عددٌ كبير من العناصر المقرّاتِ والمواقعَ العسكرية.
وسلّط التقريرُ الضوء على الانشقاقات الأخيرة التي حدثت في صفوف الميليشيات الإيرانية من العناصر المحلية، وأشار أنَّ القلق الأكبر بالنسبة إلى القوات الإيرانية في دير الزور يتمثّل بالتدفّق المتزايد للمنشقّين باتجاه التشكيلات المسلّحةِ المدعومة روسياً في المنطقة، وأبرزُها “الفيلق الخامس”.
ونقل الموقعُ عن الصحافي فراس علاوي أنّ عدداً كبيراً من عناصر التشيكلات الإيرانية قرَّر الانضمامَ إلى “الفيلق الخامس”، وأشار أنَّ القوات الإيرانية أوقفتْ عشراتِ العناصر الفارّة ووجَّهتْ إلى بعضهم تهمةَ تحريض زملائهم على مغادرة صفوف التشكيلات الإيرانية.
وأوضح في الوقت ذاته أنَّ هذه الانشقاقات تمثِّل فرصةً لروسيا لتتوسّعَ على حساب القوات الإيرانية في محافظة دير الزور التي تتمتّع بأهمية كبيرة لدى الجانب الروسي نظراً لقربها من الحدود العراقية ووجود حقول النفط فيها.
من جانبه رأى الباحث في العلوم السياسية بلال صطوف أنَّ العلاقة الروسية-الإيرانية في سوريا مبنيةٌ على التنافس وليس النزاع، مضيفاً:” هذا التنافس على استقطاب المجنَّدين نظراً إلى أنّ الفريقيْن يتشاركان مناطقَ نفوذ متداخلة”.
ولم يستبعدْ “صطوف” استغلالَ روسيا للغارات الإسرائيلية لجذب عناصرَ في المجموعات الإيرانية لكنَّه توقّع في الوقت ذاته أنْ لا تتّجه موسكو لإزالة النفوذ الإيراني بالكامل من المنطقة وإنَّما المحافظة عليه بما يخدم مصالَحها.