ميدل إيست آي .. أطفالُ إدلبَ يعملونَ لإطعامِ عائلاتِهم بعدَ انهيارِ حلمِ التعليمِ
ذكر موقع “ميدل إيست آي” أنّ كثيراً من الأطفال السوريين في إدلب يعملون لإطعام عائلاتهم، بعد أنْ أنهت قنابل نظام الأسد حلمهم في التعليم.
أضاف الموقع البريطاني والمهتمّ بشؤون الشرق الأوسط في تقرير له، أنّ ما يقرب من مليون سوري فرّوا من هجوم نظام الأسد على مناطق المعارضة شمال غرب سوريا منذ كانون الأول، ونصفُهم من الأطفال، موضّحاً أنّ كثيراً منهم يضطّر الآن إلى كسب المال بدلاً من التعليم.
وسلّط الموقع الضوءَ على قصة الطفل مصطفى البالغ من العمر 12 عاماً، ويعيش في خيمة مؤقّتة بالقرب من الحدود مع تركيا، وصار حلمُه بالذهاب إلى المدرسة معلّقاً الآن بعد سبعة أشهر من تركه مسقط رأسه في ريف حلب مع والديه وثلاثة من أشقائه، هرباً من قصف قوات الأسد والاحتلال الروسي.
ونقل “ميدل إيست آي” عن مصطفى قوله، إنّه “أمرٌ مزعجٌ حقاً عندما أرى شيئاً مكتوباً ولا يمكنني قراءته”.
وأوضح الموقع أنّه مع قلّة المدارس الرسمية في مخيمات النزوح، يضطر العديد من الأطفال الآن لمساعدة أسَرِهم من خلال العمل خارج منازلهم.
وذكر أنّ مصطفى لا يجدُ مدارس قريبة من المخيم وحتى لو كان هناك، فهو غير قادرٍ على حضور الدروس، وباعتباره أكبرَ إخوته ولم يكن أمامه خيارٌ سوى العمل، حتى تتمكّن عائلته من شراء الطعام والماء وغيرها من الضروريات الأساسية.
ويقول مصطفى للموقع البريطاني، إنّه يعمل في ورشة تصليح السيارات المتهالكة، مقابل ألفي ليرة سورية “3.88 دولار” في الأسبوع.
وعلى بعد 500 متر فقط، تعيش عائلة مصطفى في خيمتها الضيقة، وفي الداخل يجلس والده مع مسامير في ساقه بسبب إصابات من غارة جويّة على مسقط رأسهم، حيث تمنع الإصابات جرّاء تلك الغارات كثيرين من العمل وكسب المال لعائلاتهم من أجل البقاء في المخيم المؤقت، وفقاً لما ذكره الموقع.
ويصف الموقع المأساة في إدلب بالقول، إنّه “بسبب الحجم الهائل لأزمةِ النزوح، من المستحيل عملياً إعطاءُ عددٍ دقيقٍ لعددِ الأطفال الذين يعملون لإعالة أسرهم مثل مصطفى”.
ووفقاً لأحدث تقديرات وكالة المساعدة “أنقذوا الأطفال”، التي تتّخذ من المملكة المتحدة مقرّاً لها، فقد رأى حوالي 280 ألف طفل سوري، أنّ تعليمهم “تأثّر بشدّة” بسبب موجة العنف الأخيرة.