ميليشياتُ الأسدِ تحرمُ أهالي أحياءِ حمصَ من الخدماتِ بسببِ مواقفِهم الداعمةِ للثورةِ

ما زالت الأحياءُ التي وقفت في وجه نظام الأسد خلال أعوامِ الثورة في حمص ، يعانون من انعكاسات موقفِ أبنائها الرافض لنظام الحكمِ على الرغم من سماح أفرعِ المخابرات للمدنيين بالعودة إلى منازلهم، الذين تسبَّبتْ قواتُ الأسد بتهجيرهم عام 2014.

حيث إنَّ أحياء “الخالدية والبياضة ودير بعلبة” والتي تعتبر أشهرَ الأحياء التي تبنّت فكرَ الثورة السورية يعيش سكانها، في ظلّ انعدامٍ شبه تامٍ للمرافق الخدمية المتمثّلة بخدمات المجلس البلدي، والذي تسبّب عدم اكتراثه بمطالبة المدنيين بتكدّس النفايات في الشوارع فضلاً عن انقطاعِ مياه الشرب والتيارِ الكهربائي لساعات طويلة.

“وبحسب سكانِ الحي الذين قالوا : إنَّ عدداً من الأهالي الذين تمكّنوا من العودة لمنازلهم بموجب الحصولِ على “إذن عودة” من أفرع المخابراتِ، اضطّروا لتشكيل لجنةٍ مدنيّة مؤلفة من شباب الحي للعمل على نقلِ وترحيل القمامة من الحاويات التي تمَّ إعادةُ ترميمها على نفقتهم الخاصةِ إلى مكبّ النفايات.

وتعاني اللجنةُ من “مخافةِ اعتقال أفرادها” بحجّة إنشاءِ تكتلات غيرِ مرخّصة بشكلٍ رسمي تعمل بشكل دؤوب على نقلِ النفايات كلَّ ثلاثة أيام، بعدما تكدّست بين الأزقةِ وشوارعِ حي البياضة.

من جهته؛ قال “حسن العموري” من حي دير بعلبة إنَّ الفكرةَ التي بدأ العملَ عليها أبناءُ حي البياضة انتقلت إليهم باعتبار أنَّهم “أبناء عشائر” وقاموا بتطبيق ذات العملِ ضمن حيهم المجاور، موضّحاً أنَّ أبناءَ الحيين قرّروا اقتسام التكلفة المالية فيما بينهم بعدما تمَّ توزيعُ النسب المالية على عددِ العائلات المستفيدة من هذه الخدمات، بحسب تقريرِ تلفزيون حلب اليوم .

في السياق ذاته؛ اتّهم أهالي الأحياء المعارضة حكومة الأسدِ باتباعها سياسة الكيل بمكيالين بين أبناءِ المحافظة الواحدة، معتبرينَ أنَّ ما يجري هو “عقابٌ لتلك الأحياء وقاطنيها” على مواقفِهم المعارضة للنظام خلال أعوامِ الثورة التي شهدتها محافظةُ حمص.

تجدر الإشارةُ إلى أنَّ حي الخالدية ما يزال يعاني قاطنيه من غياب الكهرباءِ بشكلٍ شبه تام، نظراً للأعطال الكبيرة التي طالت “محوّلاتِ الكهرباء” والشبكة الأرضية بفعل القصفِ الذي تعرّض له الحيُّ من قِبل قوات النظام والميليشيات الداعمة لها، إبان سيطرة فصائلِ المعارضة عليه ما بين عامي 2011-2014.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى