ميليشياتُ الأسدِ تعتمدُ على طرقٍ جديدةٍ لعدمِ تفكّكِ جثثِ قتلى سجنِ صيدنايا

نشرت وكالة الأنباء الفرنسية شهادات تثبت استخدامَ ميليشيا الأسد طريقةً خاصة من أجل حفظِ جثث المعتقلين وإبطاءِ عملية تحلّلها أثناء عملية تجميعها قبل أنْ يتمَّ التخلصَ منها.

وكالةُ الأنباء الفرنسية،نقلت عن معتقلٍ سابق قوله، في أحد أيام شتاء 2017، وقبلَ نقلِه من السجن إلى المحكمة، دفعه الحارس إلى داخل غرفة لم يرَها من قبل، فإذ بقدميه الحافيتين تغرقان في كميات من الملح الصخري.

وأضاف، لم يذق طعمَ الملح منذ دخوله قبل عامين سجن صيدنايا الذي يمنع القائمون عليه الملح في الطعام عن السجناء، فما كان منه إلا أنْ أخذَ بقبضة يده كميةً من الملح الذي تبيّن أنَّه يغطّي الغرفة، واستمتع بمذاقه.

الا أنَّه تجمّد رعباً عندما تعثّر بجثة نحيلةٍ ملقاةٍ على الملح وإلى جانبها جثتان أخريان، وكان ينظن أنْ نهايته

اقتربت حيث قال “ظننت أنَّ هذا سيكون مصيري… وأنَّه حان دوري لإعدامي وقتلي. لم أعد أقوى على الحركة، جلست قربَ الحائط وبدأت بالبكاء وتلاوة القرآن”، مضيفاً: “كان هذا أصعبَ ما رأيته في صيدنايا جرّاء الشعور الذي عشته ظنّاً بأنَّ عمري انتهى هنا”.

معتصم عبد الساتر (42 عاماً) يروي تجربةُ مشابهةً في غرفة مختلفة تقع في الجناح نفسِه من الطابق الأول من المبنى الأحمر، ويصف معتصم غرفةً بعرض أربعة أمتارٍ وبطولِ خمسة أمتار، ولا يوجد فيها حمامٌ، كان قد دخلها في نيسان 2014 بعد أن طلب أحدُ السجّانين منه المساعدة قبيل ساعات من إطلاق سراحه.

موضّحاً أنَّ ” قدميه أغرقت بمادة خشنة، موضّحاً، نظرتُ فإذا به ملح بعمق 20 إلى 30 سنتمتراً”، لكن سرعان ما وقعت عيناه على أربع أو خمس جثثٍ ملقاةٍ في المكان.

وتابع:”شعور لا يوصف، أصعب من لحظة الاعتقال. قلت لنفسي سيعدمونني الآن ويضعونني بينهم… أنا أساساً أشبههم”، مضيفاً: “كانت الجثث تشبه المومياء، وكأنَّها محنّطةٌ… كانت عبارة عن هيكل عظمي مكسوٍّ باللحم يمكن أنْ يتفكّك في أيِّ لحظةٍ”.

ليس واضحاً ما إذا كانت الغرفتان استُخدمتا في الوقت ذاته “كغرفتي ملح” في العامين 2014 و2017، أو إذا تمّ استبدالُ واحدةٍ بأخرى. كما ليس معروفاً ما إذا كانت تلك الغرفُ لا تزال موجودة.

وبناءً على شهادات معتقلين وموظفين سابقين، ترى رابطةُ معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا أنَّ أول “غرفة ملح” وُجدت في النصف الثاني من العام 2013، مع اشتداد التعذيب وتردّي الأوضاعِ في سجن صيدنايا.

وسبق أنْ نشرتْ الولايات المتحدة صوراً جويّة لسجن صيدنايا تُظهر إنشاءَ حكومة ميليشيا الأسد محرقةً للتخلّص من جثث الآلاف من المساجين الموتى في السجن.

يُشار إلى أنَّ تقريرَ منظمة العفو الدولية كشف أنَّه في الفترة من 2011 إلى 2015، كانت تؤخذ مجموعات لا تقلُّ عن خمسين من المعتقلين في صيدنايا كلَّ أسبوع إلى خارج الزنزانات ويُضربونهم ثم يُشنقون في منتصفِ الليل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى